1. المقالات
  2. مواعظ الإمام إبراهيم بن الأدهم
  3. المواساة ببسط الوجه

المواساة ببسط الوجه

الكاتب : أحمد صالح الشامي
651 2021/01/13 2024/11/23

قال إبراهيم:

ذهب السخاء والكرم، والجود والمواساة، فمن لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه، فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن.

لا تكونوا في كثرة أموالكم تتكبرون على فقرائكم، ولا تميلون إلى ضعفائكم، ولا تنبسطون إلى مساكينكم (1).

يعرفون في الشدة

قال إبراهيم:

قال لقمان لابنه: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن:

لا يعرف الحليم إلا عند الغضب.

ولا الشجاع إلا في الحرب، إذا لقي الأقران.

ولا أخاك إلا عند حاجتك إليه (2).

كل الحلال وادع

قال إبراهيم:

تريد تدعو؟ كل الحلال وادعُ بما شئت (1).

كيف تنال الحكمة

قيل لإبراهيم بن أدهم: بم نلت هذه الحكمة التي نراك تنطق بها:

فقال:

ببدن عار، وقلب خائف، وبطن جائع.

وقال مرة:

بقلة الأكل، وقلة النوم، وقلة الكلام، وعدم ادخار شيء لغد (2). 

زوار الرحمن

قال إبراهيم بن أدهم:

بؤساً لأهل النار. لو نظروا إلى زوار الرحمن، قد حملوا على النجائب، يزفون إلى الله زفاً، وحشروا وفداً وفداً، ونصبت لهم المنابر، ووضعت لهم الكراسي. 

وأقيل عليهم الجليل جل جلاله بوجهه ليسرهم، وهو يقول:

إليَّ عبادي، إليَّ عبادي.

إليَّ أوليائي المطيعين.

إليَّ أحبابي المشتاقين.

إليَّ أصفيائي المحزونين.

ها أنذا، عرفوني من كان منكم مشتاقاً أو محباً، أو متملقاً، فليتمتع بالنطر إلى وجهي الكريم. 

فوعزتي وجلالي، لأفرحنكم بجواري، ولأسرنكم بقربي، ولأبيحنكم كرامتي، ومن الغرفات تشرفون، وتتكئون على الأسرة، فتتملكون (1). 

تقيمون في دار المقامة أبداً لا تظعنون، تأمنون فلا تحزنون، تصحون لا تسقمون، تتنعمون في رغد العيش، لا تموتون. 

وتعانقون الحور الحسان فلا تملون ولا تسأمون، كلوا واشربوا هنيئاً.

وتنعموا كثيراً بما أنحلتم الأبدان، وأنهكتم الأجساد، ولزمتم الصيام، وسهرتم بالليل والناس       نيام (1). 

مغالبة النفس

قال إبراهيم:

ما قاسيت شيئاً من أمر الدنيا أشد علي من نفسي، مرة عليًّ، ومرة لي، وأما هوائي فقد والله استعنت بالله عليه، فأعانني، واستكفيته سوء مغالبته فكفاني. فوالله ما آسى على ما أقبل من الدنيا، ولا ما أدبر منها (2).

تواضع

لما قدم سفيان الثوري - رحمه الله - إلى الرملة، أرسل إليه إبراهيم بن أدهم: أن أئت إلينا فحدثنا.

فقيل لإبراهيم: ترسل إلى مثل سفيان ليأتيك؟

قال: نعم، أردت أن أريكم شدة تواضعه.

ثم جاء سفيان فحدثهم (1).

ديوان الفقراء

جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم بعشرة آلاف درهم، فأبى عليه أن يقبلها، فألح عليه الرجل، فقال له إبراهيم: 

أتريد أن أمحو اسمي من ديوان الفقراء بعشرة آلاف درهم؟ وتحبسني عن دخول الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام؟ لا أفعل ذلك أبدااً (2). 

حاملو الزاد إلى الآخرة

قال إبراهيم: نعم القوم السؤال (3)، يحملون زادنا إلى الآخرة، يجيء إلى باب أحدكم فيقول: هل توجهون بشيء (4).

المراجع

  1. حلية الأولياء 7\389. 
  2. حلية الأولياء 7/ 389.
  3. حلية الأولياء 8/ 34.
  4.  تنبيه المغترين ص 197.
  5. أي تصبحون ملوكاً. 
  6. حلية الأولياء 8/ 37.
  7.  حلية الأولياء 7/ 380.
  8. تنبيه المغترين ص 157.
  9.  إحياء علوم الدين 4/ 199 وتنبيه المغترين ص 198.
  10.  هم الذين يتسولون ويسألون الناس.
  11.  حلية الأولياء 8/ 32.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day