البحث
من أراد التوبة
قال إبراهيم بن أدهم:
من أراد التوبة، فليخرج من المظالم، وليدع مخالطة الناس، وإلا لم ينل ما يريد (1).
وأي دين!!
قال إبراهيم:
وأي دين لو كان له رجال! من طلب العلم لله كان الخمول أحب إليه من التطاول، والله ما الحياة بثقة، ففيم التفريط والتقصير والاتكال والإبطاء؟ قد رضينا من أعمالنا بالمعاني ومن طلب التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني (2).
ترحيب بصباح الجمعة
كان إبراهيم يقول إذا أصبح يوم الجمعة:
مرحباً بيوم المزيد، والصبح الجديد، والكاتب الشهيد.
يومنا هذا يوم عيد.
اكتب لنا فيه ما نقول: بسم الله الحميد المجيد، الرفيع الودود، الفعال في خلقه ما يريد.
أصبحت بالله مؤمناً، وبلقاء الله مصدقاً، وبحجته معترفاً، ومن ذنبي مستغفراً ولربوبية الله خاضعاً، ولسوى الله جاحداً، وإلى الله فقيراً، وعلى الله متوكلاً، وإلى الله منيباً.
أشهد الله، وأشهد ملائكته، وأنبياءه ورسله وحملة عرشه، ومن خلق، ومن هو خالق: بأن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الجنة حق، والنار حق، والحوض حق، والشفاعة حق، ومنكراً ونكيراً حق، ولقاءك حق، ووعدك حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
على ذلك أحيى، وعليه أموت، وعليه أبعث إن شاء الله.
اللهم أنت ربي، لا رب لي إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر كل ذي شر.
اللهم إني ظلمت نفسي، فاغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها، فإنه لا يصرف سيئها إلا أنت.
لبيك وسعديك، والخير كله بيديك. وأنا لك، استغفرك وأتوب إليك.
آمنت اللهم بما أرسلت من رسول.
وآمنت اللهم بما أنزلت من كتاب.
صلى الله على محمد وعلى آله وسلم كثيراً خاتم كلامي ومفتاحه، وعلى أنبيائه ورسله أجمعين آمين يا رب العالمين.
اللهم أوردنا حوضه، واسقنا بكأسه مشرباً مرياً سائغاً هنياً، لا نظمأ بعده أبداً. واحشرنا في زمرته، غير خزاياً ولا ناكسين ولا مرتابين، ولا مقبوحين، ولا مغضوباً علينا، ولا ضالين.
اللهم اعصمني من فتن الدنيا، ووفقني لما تحب من العمل وترضى. وأصلح لي شأني كله، وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا، وفي الآخرة، ولا تضلني وإن كنت ظالماً، سبحانك، سبحانك، يا علي يا عظيم، يا باري يا رحيم، يا عزيز يا جبار.
سبحان من سبحت له السماوات بأكنافها.
وسبحان من سبحت له الجبال بأصواتها.
وسبحان من سبحت له البحار بأمواجها.
وسبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها.
وسبحان من سبحت له النجوم في السماء بأبراقها.
وسبحان من سبحت له الشجر بأصولها ونضارتها.
وسبحان من سبحت له السماوات السبع والأرضون السبع ومن فيهن، ومن عليهن.
سبحانك سبحانك. يا حي يا حليم.
سبحانك لا إله إلا أنت وحدك (1).
أبو حنيفة وإبراهيم
قال أبو حنيفة يوماً لإبراهيم بن آدم: قد رزقت من العبادة شيئاً صالحاً، فليكن العلم من بالك، فإنه رأس العبادة، وقوام الدين.
فقال له إبرهيم: وأنت فليكن العبادة والعمل بالعلم من بالك، وإلا هلكت (1).
أنت المقصود إليه
قال حذيفة المرعشي: قرأت رقعة كتبها إبراهيم بن أدهم، فإذا فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم. أنت المقصود إليه بكل حال، المشار إليه بكل معنى.
أنا حامد أنا ذاكر أنا شاكر
أنا جائع أن حاسر أنا عاري
هي ستة وأنا الضمين لنصفها
فكن الضمين لنصفها يا باري
مدحي لغيرك وهج نار خضتها
فأجر عبيدك من دخول النار (2)
طالب ومطلوب
قال إبراهيم بن بشار: قال لي إبراهيم بن أدهم:
يا ابن بشار، إنك طالب ومطلوب:
يطلبك من لا تفوته.
وتطلب ما قد كفيته
كأنك بما غاب عنك قد كشف لك.
وكأنك بما أنت فيه قد نقلت عنه (1).
إياك والغرة بالله
قال إبراهيم بن بشار:
سمعت إبراهيم بن أدهم يقول هذا ويتمثل به إذا خلا في جوف الليل بصوف حزين موجع للقلب:
ومتى أنت صغيراً
وكبيراً أخو علل
فمتى ينقضي الردى
ومتى - ويحك - العمل
ثم يقول:
يا نفس إياك والغرة بالله، فقد قال الصادق:
{فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ} (2) (3).
الكلام ميزان
قال إبراهيم بن أدهم:
الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل (1).
أريد العمل به
قيل لإبراهيم بن أدهم: مالك لا تطلب الحديث؟
فقال:
إني لا أدعه رغبة عنه، ولا زهادة فيه، ولكني سمعت منه شيئاً، فأنا أريد العمل به (2).
ترك الفضول
قال إبراهيم:
يجيئني الرجل بالدنانير فيقول: خذها.
فأقول: ما لي فيها حاجة.
ويجيئني بالفرس قد ألجمه وأسرجه، فيقول: قد حملتك عليها.
فأقول: مالي فيها حاجة.
ويجيئني الرجل - وأنا أعلم لعله قرشي أو عربي - فيقول: هات أعينك. .
فلما رأى القوم أني لا أنافسهم في الدنيا، أقبلوا ينظرون إليَّ كأني دابة من الأرص، أو كأني آية عندهم، ولو قبلت منهم لأبغضوني.
ولقد أدركت أقواماً ما كانوا يحمدون على ترك هذه الفضول، فصار عند أهل ذا الزمان: من ترك شيئاً من الدنيا، فكأنما ترك شيئاً (1).
الحلال الصرف
كان إبراهيم بن أدهم يقلل الطعام والأكل ما استطاع، ويقول:
لا يحتمل الحلال السرف (2).
فمن أرحم؟
قال إبراهيم:
كنت أنتظر مدة من الزمان أن يخلو المطاف لي، فكانت ليلة ظلماء، فيها مطر شديد، فخلا المطاف، فدخلت الطواف.
وكنت أقول فيه: اللهم اعصمني، اللهم اعصمني، فسمعت هاتفاً يقول: يا ابن أدهم، أنت تسألني العصمة. وكل الناس يسألون العصمة، فإذا عصمتكم، فمن أرحم؟ (1).
المراجع
- حلية الأولياء 7/ 370.
- حلية الأولياء 8/ 370.
- تنبيه المغترين ص 49.
- حلية الأولياء 8/ 16.
- حلية الأولياء 8/ 16.
- البداية والنهاية 10/ 158.
- تنبيه المغترين ص 29.
- تنبيه المغترين ص 46.
- إحياء علوم الدين
- 70سير أعلام النبلاء 7/ 389 سير أعلام النبلاء 7/ 394.
- ومعنى وأي دين: أي إن الإسلام دين عظيم، ولكنه يحتاج إلى الرجال الذين يقومون به.
- حلية الأولياء 8/ 38-
- 39البداية والنهاية 10/ 158.
- حلية الأولياء 8/ 38 والبداية 10/ 161.
- حلية الأولياء 8/ 13.
- سورة لقمان: الآية 33.
- حلية الأولياء 8/ 11.
- حلية الأولياء 8/ 20.
- حلية الأولياء 8/ 33.
- حلية الأولياء 7/ 388.
- الطبقات الكبرى ص 59.
- حلية الأولياء 8/ 33.
- الرسالة القشيرية ص 64 باب الرجاء.