1. المقالات
  2. مَوَاعِظُ الشيخ عَبْدالقَادِر الجيلاني
  3. أنواع الابتلاء

أنواع الابتلاء

الكاتب : صالح أحمد الشامي

أنواع الابتلاء

قال أبو محمد:

المبتلي بما قضى ربه عز وجل:

- تارة يبتلى عقوبة ومقابلة لجريمة ارتكبها، ومعصية اقترفها.

- وأخرى يبتلى تكفيراً وتمحيصاً.

- وأخرى يبتلى لارتفاع الدرجات، وتبليغ المنازل العاليات. ليحلق بمن سبقت لهم عناية من رب الخليقة والبريات. الذين لم يكن ابتلاهم للإهلاك والإهواء في الدركات، ولكن اختبرهم بها اصطفاء واجتباء. . فكانت البلايا مطهرة لقلوبهم من درن الشرك، والعلق بالخلق والأسباب. 

[ولكل علامات]:

فعلامة الابتلاء على وجه والمقابلة والعقوبات: عدم الصبر عند وجودها، والجزع والشكوى إلى الخليقة والبريات.

وعلامة الابتلاء تكفيراً وتمحيصاً للخطيئات: وجود الصبر الجميل، من غير شكوى.

وعلامة الابتلاء لرفع الدرجات: وجود الرضا، وطمأنينة النفس، والسكون بفعل إله الأرض والسماوات. .   [77- 78]

النوم والموت

قال أبو محمد:

من اختار النون على الذي هو سبب اليقظة، فقد اختار الأنقص والأدنى، واللحوق بالموت والغفلة عن جميع المصالح.

لأن النوم أخو الموت.

ولهذا لا يجوز النوم على الله، لما انتفى عز وجل عن النقائص أجمع.

وكذلك الملائكة لما قربوا منه عز وجل نفي النوم عنهم.

وكذلك أهل الجنة لما كانوا في أرفع المواضيع وأطهرها وأنفسها نفى النوم عنهم لكونه نقصاً في حالهم.

فالخير كل الخير في اليقظة، والشر كل الشر في النوم والغفلة.

فمن أكل بهواه، أكل كثيراً، فشرب كثيراً، فنام كثيراً، فندم كثيراً طويلاً، وفاته خير كثير. [81] 

أولويات

قال أبو محمد:

ينبغي للمؤمن أن يشتغل أولاً بالفرائض.

فإذا فرغ منها اشتغل بالسنن.

ثم يشتغل بالنوافل الفضائل.

فما لم يفرغ من الفرائض، فالاشتغال بالسنن حمق ورعونة، إن اشتغل بالسنن والنوافل قبل الفرائض لم يقبل منه (1).[80]

 أنت بين حالين

قال أبو محمد:

لا يخلو أمرك من قسمين: إما أن تكون غائباً عن القرب من الله، أو قريباً منه وأصلاً إليه.

فإن كنت غائباً عنه، فما قعودك وتوانيك عن الحظ الأوفر، والنعيم والعز الدائم. . والسلامة والغنى. .؟

فقم وأسرع في الطيران إليه عز وجل بجناحين:

- أحدهما: ترك اللذات والشهوات، الحرام منها والمباح، والراحات أجمع.

والآخر: احتمال الاذى والمكاره، وركوب العزيمة، والخروج من الخلق والهوى.

المراجع

  1. (1) قال أبو بكر رضي الله عنه في وصيته لعمر رضي الله عنه: إن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدي الفريضة. وأن كنت من المقربين الواصلين إليه عز وجل، ممن أدركتهم العناية. . ونالتهم الرحمة والرأفة، فأحسن الأدب، ولا تغتر بما أنت فيه، فتقصر في الخدمة، وتخلد إلى الرعونة، واحفظ قلبك من الالتفات إلى ما تركته من الخلق والهوى. .
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day