البحث
رسالة بشأن أهل الذمة
رسالة بشأن أهل الذمة
روى أبو القاسم عبيد، القاسم بن سلام قال: كان في جبل لبنان ناس من أهل العهد، فأحدثوا حدثاً، والوالي على الشام يومئذ صالح بن علي - عم أبي جعفر المنصور - فحاربهم وأجلاهم.
فكتب إليه الإمام الأوزاعي برسالة طويلة، مما جاء فيها:
وبعد:
قد كان من إجلاء أهل الذمة - من أهل جبل لبنان - مما لم يكن تمالأ على خروج منهم، ولم تُطبق عليه جماعتهم، فقتل منهم طائفة، ورجع بقيتهم إلى قراهم.
فكيف تؤخذ عامة بعمل خاصة، فيخرجون من ديارهم وأموالهم؟!
وقد بلغنا أن من حُكْمِ الله عز وجل: أنه لا يأخذ العامة بعمل الخاصة، ولكن يأخذ الخاصة بعمل العامة، ثم يبعثهم على أعمالهم.
فأحق ما اقتُدِيَ به، ووقف عليه، حكمُ الله تبارك وتعالى.
وأحق الوصايا بأن تحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقوله: (مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، فَأَنَا حَجِيجُهُ).
من كانت له حرمة في دمه، فله [حرمة] في ماله، والعدل عليه مثلها، فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونوا من تحويلهم من بلد إلى بلد في سعة، ولكنهم أحرار أهل ذمة (1). . والرسالة طويلة.
المراجع
- "الأموال" (ص 183).