1. المقالات
  2. رِحْلتِي فِي ظِلَالِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ
  3. واجب الصلة بالسنة

واجب الصلة بالسنة

الكاتب : صالح أحمد الشامي

واجب الصلة بالسنة

 

قال تعالى: {وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44].

السنة الشريفة هي الشارحة والمبينة للقرآن الكريم. 

ومن حكمته تعالى، أن جعل هذا البيان لكتابه بياناً حياً، يتمثل في واقع عملي، يتعامل مع معطيات الحياة، ويعيش كل أجوائها. . وليس مجرد نصوص تشرح كلمات غامضة، أو تبين عبارات استغلق على الفهم إدراك معناها. 

وكان المبين صلى الله عليه وسلم إنساناً، يعيش مع الناس حياتهم بكل ما فيها من فرح وسرور، وآلام وأحزان، ومشقة وتعب. . وفقر وغنى. . 

فكان قوله بياناً، أمراً كان أم نهياً.

وكان فعله بياناً، في الرضى والغضب. . في العادات والعبادات والمعاملات، وكان إقراره بباناً. . 

إنه بيان حي، يفهمه كل إنسان، لأنه واقع منظور، ويدرك مدلوله كل ذي لب بحسب ما روق من فهم ووعي وعلم.

وقد نصت الآية الكريمة السابقة على هذه المهمة البيانية للنبي صلى الله عليه وسلم. 

وأكد ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: "أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ".

أخرجه أبو داود وصححه الألباني وهذا "المثل" هو ما قام به صلى الله عليه وسلم من شرح وبيان. 

وقال صلى الله عليه وسلم - كما في الموطأ -: "تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ". 

وقال صلى الله عليه وسلم - كما في المستدرك وصححه الألباني -: "إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شيئين لَنْ تَضِلُّوا بعدهما، كِتَاب الله وَسُنَّتي، لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ". 

وفي السنن الكبرى للبيهقي: عن أبي نضرة قال: كنا عند عمران بن حصين رضي الله عنه، فكنا نتذاكر العلم، فقال رجل: لا تتحدثوا إلا بما في القرآن. 

فقال له عمران: إنك لأحمق، أوجدت في القرآن: صلوا الظهر أربع ركعات، والعصر أربعاً لا تجهر بالقراءة في شيء منها. . الحديث (2/ 194). 

كل هذه النصوص تدل دلالة واضحة على مكانة السنة، وأنها الشارحة والمبينة للقرآن الكريم. يؤكد هذا - إضافة إلى الآية السابقة -

قوله تعالى: {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُوا ۚ }

[الحشر: 7]. 

فيحسن من كل مسلم، بل الواجب عليه - وقد تبين له تلك المكانة الرفيعة للسنة المطهرة - أن يبادر إلى التعرف على أكبر قدر منها، حتى تكون أقواله وعبادته ومعاملاته تطبيقاً لما جاء به هذا الدين الحنيف.

 

المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day