1. المقالات
  2. رسائل قرانية
  3. رسائل قرانية 1

رسائل قرانية 1

الكاتب : صالح احمد الشامي
تحت قسم : رسائل قرانية
421 2021/07/11 2021/07/11

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، حمداً طيباً مباركاً فيه، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

 

وبعد

:فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منجماً - مفرقاً - في ثلاث وعشرين سنة، ولم ينزله دفعة واحدة، وذلك لحِكَمٍ كثيرة، نذكر اثنتين منها

 

فالعرب أمة أمية لا تعرف القراءة والكتابة، فكان نزول الآيتين والثلاث يسهل عليهم قضية الحفظ  يومئذ

 

والأمر الآخر: أن الله سبحانه أراد إنشاء هذه الأمة وفقاً لهذا المنهج العظيم الذي جاء به القرآن الكريم، فكان النزول مفرقاً مساعداً لهم على أمر التطبيق، فما تنزل الآيات حتى يكون المسلمون قد أتقنوا العمل بما سبق نزوله من الآيات.

 

فكان حفظ الآيات مسايراً لتطبيقها

وقد جاء في السنة المطهرة أحاديث كثيرة تحثهم على تلاوة القرآن وحفظه، وتبين لهم مقدار الأجر العظيم لمن فعل ذلك.

وهكذا لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم كان القرآن محفوظاً ومكتوباً، ومعمولاً به في واقع الناس. 

ولما تقدم الزمن في قرن التابعين استمر الناس على اهتمامهم بأمر تلاوة القرآن وحفظه، وبدأ شيء من الفتور في أمر التطبيق؛ الأمر الذي شكل ظاهرة لفتت نظر الصحابة وعلماء التابعين  خطر هذا الموضوع، فارتفعت أصواتهم بالتنبيه على ضرورة العمل بالقرآن كضرورة الحفظ..

 

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "أنزل القرآن عليهم ليعملوا به، فاتخذوا دراسته عملاً، إن أحدهم ليقرأ القرآن من فاتحته إلى خاتمته ما يسقط منه حرفاً، وقد أسقط العمل به" (1).

_______________________

(1) المهذب من إحياء علوم الدين: (1/ 230)، طبعة دار القلم.

 

وقال أبي بن كعب رضي الله عنه: "اتخذ كتاب الله إماماً، وارض به قاضياً وحكماً" (1).

واستمر هذا النداء في التابعين.

 

فهذا محمد بن كعب القرظي - التابعي المشهور - يقول: "من بلغه القرآن، فكأنما كلمه الله، وإذا حصل ذلك لم يتخذ دراسة القرآن عمله، بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب مولاه الذي كتبه إليه ليتأمل ويعمل بمقتضاه" (2).

 

إنها كلمات مضيئة، ينبغي التوقف عندها، فإنها تعالج أمراً عظيماً من أمور الأمة، وهو صلتها بكتابها.

 

وقد رأيت أن أتوقف عند كلمتين منها:

:الأولى: لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، إذ قال مخاطباً قارئ القرآن الكريم: "إذا سمعت الله سبحانه يقول:

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا} [البقرة: 104]

فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به، أو شهر ينهى عنه".

_______________________

(1) مواعظ الصحابة، ص (261)، نشره المكتب الإسلامي.

(2) المهذب من إحياء علوم الدين: (1/ 239).

 

وقد يسر الله لي جمع الآيات المبدوءة بقوله تعالى

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا}

وشرحها وتم إخراجها في كتاب تحت عنوان: "نداء الإيمان في القرآن الكريم" (1).

 

الثانية: كلمة لإمام التابعين الحسن البصري رحمه الله، يقول فيها مخاطباً قراء القرآن في زمنه

"إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، وينفذونها في النهار" (2)

 

إنها كلمات قليلة، تحمل توجيهاً قيماً ومعلومة عزيزة نادرة، عايشها الحسن البصري، فنقلها إلينا

 

هكذا كان جيل الصحابة - خير القرون - يتعامل مع القرآن الكريم:

إنه رسائل. . .

 

والرسالة إذا كانت قادمة من محبوب أو عزيز.. يقرؤها الإنسان مرات ومرات، يحاول أن يستخرج ما خلف الكلمات وما خلف السطور من معانٍ وأفكار.. وذلك حسب مكانة المرسل من المرسل إليه.

 

فإذا كانت الرسالة من الله تعالى خالق الإنسان ومكرمه إلى الإنسان، فكيف ينبغي أن تكون قراءتها؟!

_______________________

(1) طبعته دار القلم بدمشق.

(2) إحياء علوم الدين (1/ 275).

 

المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day