البحث
مخالفة أهل الباطل
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” خالفوا المشركينَ أحفوا الشواربَ وأوفروا اللّحى ”
(رواه البيهقي)
إن دين الله الحق دين كامل ، فهو ليس بحاجة إلى الأضافة . والأمة تستمد تعاليم دينها من كتاب الله وهدي نبيه عليه وعلى آله الصلاة والسلام . وهي أمة مستقلة تعتز بشخصيتها وإستقلالها ولا ترضى أن تذوب في أهواء غيرها من الأمم . لذلك فلا يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يكون المسلمون تبعا لغيرهم يقلدونهم في كل صغيرة وكبيرة . وبناء على هذا سنّ مخالفتهم في عاداتهم ، وإحتفالاتهم و مظهرهم وعباداتهم . فحين قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء. ولما علم أن صيامهم هو في ذكرى نجاة موسى عليه السلام من فرعون ، سن صيام عاشوراء ، وقال:
” أنا أحق بِموسى منكُم ”
لكنه سنّ صيام يوم قبله أو يوم بعده. مخالفة لهم وتميزا عليهم ، وبذلك يكون هذا الحديث مكملا ومفسرا لحديث النهي عن البدع الذي سبق. وقد قص القرآن الكريم في عشرات الآيات الأفعال السيئة لبني إسرائيل محذرا من فعل ما يشابهها من قبل هذه الأمة.
والحديث يشير في شقه الثاني إلى مثال واحد على مخالفة المشركين ، ألا وهو إعفاء اللحى وإحفاء الشوارب (أي تحديد حافتها بحيث لا يتدلى منها شيء على الشفة العليا). وسنة مخالفة المشركين سنة عامة بمخالفة كل الفرق والمذاهب المخالفة للإسلام وأهل البدع والأفكار المنحرفة والضالة ، للتمايز عنهم ووضع حد فاصل بين المؤمنين الصالحين وبينهم لئلا يلتبس الحق بالباطل على من ليس لديه علم واسع من عامة الناس.أما إذا كان غير المسلمين على حق في أمر ما أو كان لديهم من العلم والمعرفة ما نحتاج فالإقتباس مطلوب شرعا دون أدنى حرج وليس أدل على ذلك من إستعمال النقود الرومانية والفارسية على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه لحين سك النقود الإسلامية في زمن عبد الملك بن مروان . ولم يجد أحد منهم ضيرا في ذلك ، وحينما سُكَّت النقود طبعت بالطابع الإسلامي المتميز وبذلك تمت مخالفة نهج الكفار من الفرس والروم.