1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. الأمانة

الأمانة

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
437 2022/03/12 2024/12/20

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

” أربَع مَن كُنّ فيه كانَ مُنافقا خالصا ، ومَن كانَت فيه خَصلَة منهُنّ كانَت فيه خصلَة من النفاق حتى يَدَعَها: إذا أؤتُمنَ خانَ ، وإذا حَدَّثَ كَذَبَ ، وإذا عاهَدَ غَدَرَ ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ ” .ـ

(متفق عليه)

الأسس القويمة لحسن المعاملة بين الناس (مسلمين وغير مسلمين) هي الصدق والأمانة والمحافظة على الوعد. فالأمانة أوصى بها تعالى:

” إنّ اللّهَ يأمُرُكُم أن تُؤَدّوا الأمانات إلى اهلها ”

وأوصى بالصدق ولعن الكاذبين ، وأمر بالوفاء بالعهد وبالعقود: 

” وأوفوا بالعهد إنّ العَهدَ كانَ مَسؤولا ” 

وبالعقود: 

” ياأيُّها الّذينَ آمَنوا أوفوا بالعُقود ”

وقد مقت الله تعالى الخيانة حتى مع الكفار فقال: 

” ولا تُجادل عَن الّذينَ يَختانونَ أنفُسَهُم ، إنّ اللّهَ لا يُحبّ مَن كانَ خوّانا أثيما ” 

الخيانة صفة لا يمكن أن يتصف بها مؤمن كما سبق في الحديث  هامش  ، لذلك فالمعاملة بين المسلمين تستند إلى الأمانة والصدق والإيفاء بالعهود والمواثيق والعقود. ولقد بلغ من وفاء المسلمين بعهودهم ومواثيقهم مع غيرهم مبلغا على مر القرون السالفة لم تبلغه أمة من الأمم ، وذلك بفضل ما أمرهم به كتاب ربهم وما اخْتَطَّهُ لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته. فقد وفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعهده مع الكفار في صلح الحديبية حتى أخلفوا هم الميثاق.وفي حياته كان مثالا للإيفاء بالوعد ، وكان يأمر أصحابه بذلك . إحتجز الكفار قبيل معركة بدر حذيفة بن اليمّان رضي الله عنه وصاحبا له ، ولم يتروكوهما حتى وعداهم بأن لا يشاركا في المعركة التي توشك أن تقع. فلما استشارا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك أمرهما بالإيفاء بذلك ، فلم يشهدا معركة بدر. وقد ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم هجرته عليا بن أبي طالب رضي الله عنه بعده ليرد الآمانات إلى أهلها والتي لم تكن سوى أمانات المشركين الذين عادوه وأخرجوه من بلده

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم