البحث
الحذر من الحسد
” ولا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إلاّ بأهله ”
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” الحَسَد يأكُلُ الحَسَنات كَما تأكُلُ النّارُ الحَطَب ”
(أخرجه أبو داود وإبن ماجه)
المؤمن ينظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيحمد الله تعالى ويمد يد العون إلى غيره ، وهو ينظر في أمور الآخرة إلى من هو فوقه فيتسابق إلى عمل الخير:
” فاستَبقوا الخيرات ”
الحاسد لا يرضى بقدر الله وقضاءه وقسمته لنعمه بين عباده. قال تعالى:
” قُل إنَّما حَرَّم ربيَ الفواحشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ ”
قيل إن ما بطن هو الحسد. قال الحسن البصري: يا بن آدم لم تحسد أخاك؟ فإن كان الذي أعطاه كرامة عليه فلم تحسد من أكرمه الله؟ وإن كان غير ذلك فلم تحسد من مصيره إلى النار؟
والحاسد عدو لنعم الله تعالى:
” أم يَحسُدونَ النّاسَ على ما آتاهُم اللّهُ من فَضله ”
وقال عون بن عبد الله يعِظُ الفضل بن المهلب وهو يومئذ والي واسط: إياك والحسد فإنما قتل إبن آدم أخاه حين حسده:
” واتلُ عليهم نَبأ ابني آدم بالحق إذ قَرَّبا قُربانا فَتُقُبّلَ من أحَدهما ولَم يُتَقَبَّل منَ الآخَر قالَ لأقتُلَنَّكَ قال إنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ منَ المُتَّقينَ ”
والحسد ظلم لأنه تمني زوال نعمة من الله على الغير وهو مكر سيئ ،
” ولا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إلاّ بأهله ”
فلله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله كمدا وحسرة.
والحسد محرَّم إلاّ في موضعين: هما أن يرى المرء رجلا أوتي علما فهو يعمل به ويعلّمه الناس ، أو رجلا أوتي مالا فهو ينفقه في سبيل الله فهو يتمنى أن يكون مثلهما ، أو مثل أحدهما لا أن يتمنى زوال النعمة عنهما.