1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. الحذر من الحسد

الحذر من الحسد

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
516 2022/03/20 2022/03/20

” ولا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إلاّ بأهله ”

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

” الحَسَد يأكُلُ الحَسَنات كَما تأكُلُ النّارُ الحَطَب ”

(أخرجه أبو داود وإبن ماجه)

المؤمن ينظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيحمد الله تعالى ويمد يد العون إلى غيره ، وهو ينظر في أمور الآخرة إلى من هو فوقه فيتسابق إلى عمل الخير:

” فاستَبقوا الخيرات ”

الحاسد لا يرضى بقدر الله وقضاءه وقسمته لنعمه بين عباده. قال تعالى: 

” قُل إنَّما حَرَّم ربيَ الفواحشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ ”

قيل إن ما بطن هو الحسد. قال الحسن البصري: يا بن آدم لم تحسد أخاك؟ فإن كان الذي أعطاه كرامة عليه فلم تحسد من أكرمه الله؟ وإن كان غير ذلك فلم تحسد من مصيره إلى النار؟

والحاسد عدو لنعم الله تعالى: 

” أم يَحسُدونَ النّاسَ على ما آتاهُم اللّهُ من فَضله ”

وقال عون بن عبد الله يعِظُ الفضل بن المهلب وهو يومئذ والي واسط: إياك والحسد فإنما قتل إبن آدم أخاه حين حسده:

” واتلُ عليهم نَبأ ابني آدم بالحق إذ قَرَّبا قُربانا فَتُقُبّلَ من أحَدهما ولَم يُتَقَبَّل منَ الآخَر قالَ لأقتُلَنَّكَ قال إنَّما يَتَقَبَّلُ اللّهُ منَ المُتَّقينَ ”

والحسد ظلم لأنه تمني زوال نعمة من الله على الغير وهو مكر سيئ ،

” ولا يَحيقُ المَكرُ السيئُ إلاّ بأهله ”

 فلله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله كمدا وحسرة.

والحسد محرَّم إلاّ في موضعين: هما أن يرى المرء رجلا أوتي علما فهو يعمل به ويعلّمه الناس ، أو رجلا أوتي مالا فهو ينفقه في سبيل الله فهو يتمنى أن يكون مثلهما ، أو مثل أحدهما لا أن يتمنى زوال النعمة عنهما.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day