البحث
وقد بلع من رفقه صلى الله عليه وسلم بزوجاته، وحسن عشرته لهن: أن ترفع زوجته صوتها عليه فيحتمل ذلك منها.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: جاء أبو بكر يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن له فدخل، فقال: يا ابنة أم رومان، وتناولها، أترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فحال النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها، فلما خرج أبو بكر، جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول لها يترضاها: "ألا ترين أني قد حلت بين الرجل وبينك"، ثم جاء أبو بكر، فاستأذن عليه، فوجده يضاحكها، فأذن له فدخل، فقال له أبو بكر: يا رسول الله أشركاني في سلمكما، كما أشركتماني في حربكما.
بل ربما راجعته إحداهن في الأمر، وهجرته إلى الليل، ويحتمل ذلك منها، كما قال عمر: كما معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار، فصخت علي امرأتي فراجعتني، فأنكرت إن تراجعني. [أي: تراددني في القول وتناظرني فيه]، فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل، فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: نعم، فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل، قالت: نعم... الحديث
وفيه: أن شدة الوطأة على النساء مذموم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بسيرة الأنصار في نسائهم قومه.
وفيه: الصبر على الزوجات والإغضاء عن خطأهن، والصفح عما يقع منهن من زلل في حق المرء، دون ما يكون من حق الله تعالى"