البحث
وكان صلى الله عليه وسلم يكرم ضيفه؛ وإن كان كافراً
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف وهو كافر؛ فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة؛ فحلبت فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى، فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه.
ثم إنه أصبح فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة، فشرب حلابها، ثم أمر بأخرى فلم يستتمها
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"المؤمن يشرب في معي واحد؛ والكافر يشرب في سبعة أمعاء"
المؤمن يسمي الله عز وجل إذا أكل فيحصل له شيئان: البركة في الطعام، ودفع الشيطان عنه؛ فيكون المتناول منه قليلاً، فكأن المؤمن قد أكل في معي واحد.
والكافر لا يبارك له؛ لعدم التسمية، ويتناول الشيطان معه، فيذهب من الطعام كثير، فكأنه قد أكل في سبعة أمعاء.
والمراد أن المؤمن يأكل بآداب الشرع، فيأكل في معي واحد، والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشرة والنهم، فيأكل في سبعة أمعاء.
وقيل: المؤمن الحقيقي يقتصر على البلغة من القوت، ويقنع باليسير منه، ويؤثر ببعض قوته؛ والكافر على خلاف ذلك؛ لأنه يأكل أكل النهم الحريص على الاستكثار من الأكل.