البحث
ربما اقتصر على الإعراض عنه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجلاً قدم من نجران إلى رسول الله ﷺ، وعليه خاتم من ذهب.
فأعرض عنه رسول الله ﷺ،
وقال:
"إنكَ جئتني، وفي يدك جمرة من نارٍ"
(1)
وكان كثيراً ما يقول عند الإنكار: "ما بال الأقوام" ولا يصرح بأسمائهم:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: أتتها بريرة تسألها في كتابتها فقالت: إن شئتِ أعطيتُ أهلكِ ويكون الولاء لي. وقال أهلها: إن شئتِ أعتقتها ويكون الولاء لنا.
فلما جاء رسول الله ﷺ ذكرته ذلك
فقال النبي ﷺ:
"ابتاعيها فأعتقيها؛ فإن الولاء لمن أعتق".
ثم قال رسول الله ﷺ على المنبر فقال:
"ما بال أقوام يشترطون شروطًا ليس في كتاب الله؟ّ! من اشترط شرطًا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة مرة"
(2)
وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: استعمل رسول الله ﷺ رجلاً علي صدقات بني سليم يدعى ابن اللتيبة.
فلما جاء حاسبه (3).
فجعل يقول: هذا لكم، وهذا أهدى لي.
فقال رسول الله ﷺ:
"فعلا جلست في بيت أبيك وأمك؛ حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا".
ثم خطبنا، فحمد الله، وأثنى عليه.
ثم قال:
"أما بعد، فما بال العامل نستعمله، فيأتينا، فيقول: هذا من عملكم، وهذا أهدى لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه، فينظر يهدى له أم لا؟ فوالذي نفس محمد بيده لا يغل أحدكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، إن كان بعيرًا جاء به له رغاء، وإن كانت بقرة جاء بها خوار، وإن كانت شاة جاء بها تعير".
ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه يقول: "اللهم هل بلغت"، ثلاثًا (4).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ﷺ إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل ما بال فلانٍ يقول، ولكن يقول: "ما بال أقوام يقولون كذا وكذا" (5).
قال ابن القيم: "كان النبي ﷺ لا يواجه أحدا بما يكرهه، بل يقول: وما بال أقوام يقولون كذا ويفعلون كذا؟" (6).
المراجع
1. رواه النسائي [5188] وصححه الألباني في التعليقات الحسان [303]
2. رواه البخاري [456] ومسلم [1504]
3. أي: أمر من يحاسبه ويقبض منه
4. رواه البخاري [2597] ومسلم [1832]
5. رواه أبو داود [4788] وصححه الألباني
6. زاد المهاجر إلى ربه [ص67]