البحث
وكان صلى الله عليه وسلم يأمر باحترامهم وتقديرهم
ومن صور ذلك: نهيه عن إطعامهم من الطعام الذي لا يرغبه الناس
عن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدي إليه ضب، فلم يأكله، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله ألا أطعمه المساكين؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تطعموهم مما لا تأكلون"
وفي هذا تطبيق لأمر الله تعالى في قوله:
{ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَٱعْلَمُوٓا أَنَّ ٱللَّهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ}
[البقرة: 267]
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما في قوله:
{ وَلَا تَيَمَّمُوا ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ}، قال: نزلت فينا معشر الأنصار. كنا أصحاب نخل، فكان الرجل يأتي من نخله على قدر كثرته وقلته، وكان الرجل يأتي بالقنو، والقتوين، فيعلقه في المسجد. وكان أهل الصفة ليس لهم طعام، فكان أحدهم إذا جاع أتى القنو، فضربه بعصاه فيسقط كم البسر والتمر فيأكل. وكان ناس ممن لا يرغب في الخير يأتي الرجل بالقنو فيه الشيص، والحشف، وبالقنو قد أنكسر، فيعلقه؛ فأنزل الله تبارك وتعالى: { يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّآ أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا ٱلْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ} قال: لو أن أحدكم أهدي إليه مثل أعطاه لم يأخذه إلا على إغماض، أو حياء. قال: فكنا بعد ذلك يأتي أحدنا بصالح ما عنده
موقف لأحد السلف: عن منذر الثوري: أن الريع بن خثيم أخذ يطعم مصاباً [أي: في عقله] خبيصاً، فقيل له: كا يدريه ما آكل؟
فقال: "لكن الله يدري!".