1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وقد أخبر النبى ﷺ حذيفة بأسماء هؤلاء الاثنى عشر منافقاً ، ولم يخبر بأسمائهم أحداً غيره

وقد أخبر النبى ﷺ حذيفة بأسماء هؤلاء الاثنى عشر منافقاً ، ولم يخبر بأسمائهم أحداً غيره

الكاتب : محمد صالح المنجد
59 2024/07/24 2024/07/24

قال شيخ الإسلام : " وفى غزوة تبوك استنفرهم النبى ﷺ كما استنفر غيرهم ، فخرج بعضهم معه، وبعضهم تخلفوا.

وكان فى الذين خرجوا معه من هم بقتله فى الطريق، هموا بحل حزام ناقته، ليقع فى واد هناك.

فجاءه الوحى، فأسر إلى حذيفة  أسماءهم ، ولذلك يقال : هو صاحب السر الذى لا يعلمه غيره ،كما ثبت ذلك فى الصحيح " (1) . 

قال ابن كثير : " ولهذا كان حذيفة يقال له: صاحب السر الذى لا يعلمه غيره، أى: من تعيين جماعة من المنافقين، وهم هؤلاء ، قد أطلعه عليهم رسول الله ﷺ دون غيره"(2).

وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال:

وعن عروة بن الزبير رضى الله عنه قال: بلغنا رسول الله ﷺ حين غزا تبوك نزل عن راحلته فأوحى إليه وراحلته باركة، فقامت تجر زمامها حتى لقيها حذيفة بن اليمان، فأخذ بزمامها فاقتادها حتى رأى رسول الله ﷺ جالساً ، فأناخها ثم جلس عندها ، حتى قام رسول الله ﷺ . فأتاه فقال : " من هذا ؟ " . فقال: حذيفة بن اليمان . قال رسول الله ﷺ : فإنى أسر إليك أمراً فلا تذكرنه، إنى قد نهيت أن أصلى على فلان وفلان ". رهط ذوى عدد من المنافقين ، لم يعلم رسول الله ﷺ ذكرهم لأحد غير حذيفة بن اليمان. فلما توفى رسول الله ﷺ كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى خلافته إذا مات رجل يظن أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة ، فاقتاده إلى الصلاة عليه ، فإن مشى معه حذيفة صلى عليه ، وإن انتزع حذيفة يده فأبى أن يمشى معه انصرف عمر معه فأبى أن يصلى عليه، وأمر عمر رضى الله عنه أن يصلى عليه (3).

وقد يظن البعض أن النبى ﷺ أعلم حذيفة بأسماء جميع المنافقين، وهذا غير صحيح، لأن النبى ﷺ لم يكن يعلم أعيان جميع المنافقين ، وإنما كان يعرف بعضهم بأعيانهم، ويعرف بعضهم بالصفات .

 والنبى ﷺ إنما أعلم حذيفة بأسماء هؤلاء المنافقين الذين هموا بقتله فقط 

فقد قال تعالى:

فقد قال تعالى: وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ .

[ التوبة : 101]

.     ففيها دليل على أنه لم يعرفهم ، ولم يدل على أعيانهم ، إنما كانت تذكر له صفاتهم،فيتوسمها فى بعضهم ،

كما قال تعالى :

وَلَوۡ نَشَآءُ لَأَرَيۡنَٰكَهُمۡ فَلَعَرَفۡتَهُم بِسِيمَٰهُمۡۚ وَلَتَعۡرِفَنَّهُمۡ فِي لَحۡنِ ٱلۡقَوۡلِۚ

[ محمد : 30](4).

 فهو يعرفهم من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها ، لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق ، والريب على التعيين .

المراجع

  1. مجموع الفتاوى [ ٢١١/٧]. 
  2.  تفسير ابن كثير [١٨٢/٤] .
  3.  رواه البيهقى فى الكبرى [١٧٢٩٧] هكذا مرسلا. 
  4.  تفسير ابن كثير[٢٠٤/٤].
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day