1. المقالات
  2. المشتاقون إلى رسول الله ﷺ
  3. معرفة النبي ﷺ

معرفة النبي ﷺ

الكاتب : سعد بن عبد الله البريك
337 2023/12/26 2024/12/09

من طرق وموجبات الإيمان وأسبابه: معرفة النبي ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة فإن من عرفه حق المعرفة لم يرتب في صدقه وصدق ما جاء به من الكتاب والسنة والدين الحق كما قال تعالى:

{أَمۡ لَمۡ يَعۡرِفُواْ رَسُولَهُمۡ فَهُمۡ لَهُۥ مُنكِرُونَ}

[المؤمنون: 69]

أي فمعرفته صلى الله عليه وأله وسلم توجب للعبد المبادرة إلى الإيمان ممن لم يؤمن وزيادة الإيمان ممن آمن به.

وقال تعالى حاثاً لهم على تدبر أحوال الرسول الداعية للإيمان:

{۞ قُلۡ إِنَّمَآ أَعِظُكُم بِوَٰحِدَةٍۖ أَن تَقُومُواْ لِلَّهِ مَثۡنَىٰ وَفُرَٰدَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُواْۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا نَذِيرٞ لَّكُم بَيۡنَ يَدَيۡ عَذَابٖ شَدِيدٖ}

[سبأ: 46]

وأقسم تعالى بكمال هذا الرسول وعظمة أخلاقه وأنه أكمل مخلوق بقوله:

{نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ وَمَا يَسۡطُرُونَ مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ وَإِنَّ لَكَ لَأَجۡرًا غَيۡرَ مَمۡنُونٖ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ}

[القلم: 1-4]

فهو صلى الله عليه وأله وسلم اكبر داع للإيمان في أوصافه الحميدة وشمائله الجميلة وأقواله الصادقة النافعة وأفعاله الرشيدة فهو الإمام الأعظم والقدوة الأكمل:

{لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا}

[الأحزاب: 21]

وقد تكلم ابن القيم عن اضطرار العباد إلى معرفة الرسول في كتابه (زاد المعاد في هدي خير العباد) بكلام بديع يحسن نقله هاهنا بنصه:

ومن ها هنا تعلى اضطرار العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول، وما جاء به، وتصديقه فيما أخبر به، وطاعته فيما أمر، فإنه لا سبيل إلى السعادة والفلاح لا في الدنيا، ولا في الآخرة إلى على أيدي الرسل، ولا سبيل إلى معرفة الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم، ولا ينال رضى الله البتة إلا على أيديهم، فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق، ليس إلا هديهم وما جاؤوا به، فهم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن الأقوال والأخلاق والأعمال، وبمتابعتهم يتميز أهل الهدى من أهل الضلال، فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه، والعين إلى نورها، والروح إلى حياتها، فأي ضرورة وحاجة فرضت، فضرورة العبد وحاجته إلى الرسول فوقها بكثير. وما ظنك بمن إذا غاب عنك هديته وما جاء به طرفة عين، فسد قلبك، وصار كالحوت إذا فارق الماء، ووضع في المقلاة، فحال العبد مفارقة قلبه لما جاء به الرسل، كهذه الحال، بل أعظم ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي وما لجرح بميت إيلام.

وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، فيجب على كل من نصح نفسه، وأحب نجاتها وسعادتها، أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به، ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه، والناس في هذا بين مستقل، ومستكثر، ومحروم، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

            وأحسن خلق الله خلقاً وخلقه                           وأنفعهم للناس عند النوائب

            وأجود خلق الله صدراً ونائلاً                         وأبسطهم كفاً على كل طالب

            وأعظم حر للمعالي نهوضه                           إلى المجد سام للعظائم خاطب

            ترى أشجع الفرسان لاذ بظهره                      إذ احمر بأس في بئيس المواجب



المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day