البحث
المعنى الحقيقي لمحبة الرسول ﷺ
إن هذه المحبة التي شرعها الله سبحانه وتعالى وشرطها في الإيمان ليست هي مجرد الطاعة كما يتوهمه بعض الناس فبعض الناس يتوهم أن محبة النبي إنما هي بإتباعه وطاعته فقط ولكن الواقع خلاف ذلك بدليل ما ثبت عن النبي ﷺ في الصحيح: أن رجلاً على عهد النبي ﷺ كان اسمه عبد الله وكان يلقب حماراً وكان يضحك رسول الله وكان النبي قد جلده في شرب الخمر فأتي به يوماً فأمر به فجلد قال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به
فقال النبي ﷺ :
(لا تلعنوه فو الله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)
رواه البخاري
هذا الرجل يحب الله ورسوله وهو يشرب الخمر فيؤتى به النبي سكراناً فيجلده فدل هذا على أن المحبة ليست بمجرد الإتباع بل هي أمر عاطفي يتعدى ذلك تعلق قلبي حتى ولو وقع الإنسان في بعض التقصير، فقد كان هذا الرجل صادقاً في محبته لله تعالى ورسوله حيث شهد له رسول الله وهو مقصر في طاعته حيث كان يشرب الخمر فلو كان تام الطاعة ما شرب ولكنه كان مقصر ومع هذا فقد سماه الرسول: محباً.
قال ﷺ:
(ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يجبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار)
رواه البخاري ومسلم
ولاحظ أن الخصال الثلاث إما حب وإما كره فبذلك يعلم أن الجانب العاطفي هو الذي تذاق به حلاوة الإيمان.
فإذا تعلق الإنسان برسول الله ﷺ وأحبه هذه المحبة العاطفية فذلك حامل على إتباعه وطاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر وأن يعبد الله بما شرع وهذه مقتضيات شهادة أن محمداً رسول الله.
فهذه المحبة إذاً أمر قلبي عاطفي وهي إنما تتم بمعرفته فمن عرف النبي ﷺ بأسمائه وأوصافه وأحواله وأيامه النضرة وسيرته العطرة تحققت له هذه المحبة العاطفية القلبية.
ألا يا محب المصطفى زد صبابة وضمخ لسان الذكر منك بطيبه
ولا تعبأن بالمبطلين فإنما علامة حب الله حب حبيبه