البحث
معرفة نعمة الله على عباده بهذا النبي صلى الله عليه وسلم
ومن أعظم أسباب هذه المعرفة التفكر في النفع الحاصل لهذه الأمة بسبب بعثة النبي فيها ونزول القرآن عليه.
قال تعالى:
{لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ}
[آل عمران]
وحتى تكتمل هذه المعرفة يتخيل الإنسان كيف سيكون حال هذه الأمة لو لم يبعث فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان حالها قبل مبعثه ثم كيف أصبح حالها بعد بعثته ونزول القرآن عليه وكيف أن الله جمع به بعد فرقة ورفع به شأن الأمة وأخرجها به من الظلمات إلى النور
قال تعالى:
{قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٞ وَكِتَٰبٞ مُّبِينٞ يَهۡدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِهِۦ وَيَهۡدِيهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ}
[المائدة: 15-16]
ثم النظر في شفقته على أمته وحرصه عليها كما قال ربنا سبحانه وتعالى:
{ لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ}
[التوبة: 128]
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن النبي صلى الله عليه وسلم:
تلا قول الله عز وجل في إبراهيم: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ} [إبراهيم: 36]، وقال عيسى عليه السلام: {إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} [المائدة: 118]، فرفع يديه وقال: "اللهم أمتي أمتي"، وبكى، فقال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم، فسله ما يبكيك؟" فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال، وهو أعلم، فقال الله "يا جبريل، اذهب إلى محمد، فقل: إنا سنرضيك في أمتك، ولا نسوءك"
رواه مسلم