البحث
دم حبس السفراء الراغبين الإسلام
عن أبي رافع وكان قبطيا قال
بعثتني قريش إلى رسول الله ﷺ، فلما رأيت رسول الله ﷺ ألقي في قلبي الإسلام فقلت: يا رسول الله إني والله لا أرجع إليهم أبدا! فقال رسول الله ﷺ:(إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فإن كان في نفسك الذي في نفسك الآن فارجع) قال: فذهبت ثم أتيت النبيﷺ فأسلمت وفيه: أن العهد يراعى مع الكافر كما يراعى مع المسلم
قال الطيبي:( والمراد بالعهد هنا العادة الجارية المتعارفة بين الناس، أن الرسل لا يتعرض لهم بمكروه؛لأن في تردد الرسل مصلحة كلية، فلو حبسوا أو تعرض لهم بمكروه؛ كان سببا لانقطاع السبل بين الفئتين المختلفتين، فيه من الفتنة والفساد ما لا يخفى على ذي لب)
وقال ابن القيم:( وكان هديه أيضا: أن لا يحبس الرسول عنده إذا اختار دينه، ويمنعه اللحاق بقومه بل يرده إليهم.
وقال أبو داود: وكان هذا في المدة التي شرط لهم رسول الله ﷺ أن يرد إليهم من جاء منهم وغن كان مسلما، وأما اليوم فلا يصلح هذا)
يستقبل المصطفى البشر مسلمهم و بالحفاوة يلقاهم إذا قدموا
بالغسل يأمرهم حتي يطهرهم فإنه مع طهر القلب منسجم
نصحا يحذرهم من كل شائبة تشوب إيمانهم فالشرك مصطلم
رفقا يعلمهم أحكام دينهم بالحلم واللين حتى تثبت القدم
وتاركا كل ما عنه ينفرهم فما بدا منه تعنيف ولا غشم
وكم يؤلفهم بالمال يبذله من دون من بثبات القلب قد علموا
يخشى عليهم، بالكتمان يأمرهم حينا وذو العقل قد يخشى فكنتم
وسائل عن خصال الخير قدمها في الجاهلية، والخيرات يعتصم
قد أسلف الخير والإسلام كمله وفاز بالخير من بالدين يعتصم
ومن تحنث بالخيرات ينذرها فليوف بالنذر و ليبرر بها القسم
ومن تبقت بقايا جاهليته فالمصطفى ناصح بالشر ينحسم
ويرسل المصطفى أصحابه لهم معلمين وتعم الناصحون هم
أتاه ذو شيبة يوما فغيرها وخير صبغ لها الحناء والكتم
وقد تمكن من أعدائه فعفا فليس يعزب عنه العفو والكرم
فدى له النفس والأولاد أجمعهم والوالدان، وخلق الله كلهم
المراجع
- فيض القدير[25/3]
- زاد المعاد[126/3]
- أي: لا أنقض العهد
- جمع بريد وهو الرسول
- رواه أبو داود[2758] وصححه في السلسلة الصحيحة[702]
- عون المعبود[203/6]