البحث
وكان يعظ زوجاته ويحثهن على الصدقة والإنفاق في الخير:
فعن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان".
شق التمرة: نصفها وجانبها، والمعني: ولو بشيء يسير منها، أو من غيرها.
فرسول الله صلى الله عليه وسلم يحث عائشة على أن تجعل بينها، وبين النار ستراً من الصدقة، وعمل البر، ولو بالشيء اليسير، فاليسير من الصدقة يستر المتصدق من النار.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل علي سائل مرة، وعندي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرت له بشيء ثم دعوت به، فنظرت إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما تردين أن لا يدخل بيتك شيء، ولا يخرج إلا بعلمك"، قلت: نعم، قال: "مهلاً يا عائشة، لا تحصي؛ فيحصي اللع عز وجل عليك".
"والإحصاء: معرفة قدر الشيء وزناً أو عدداً، والمعنى: النهي عن منع الصدقة؛ خشية النفاذ، فإن ذلك أعظم الأسباب لقطع مادة البركة؛ لأن الله يثيب على العطاء بغير حساب، ومن لا يحاسب عند الجزاء؛ لا يحسب عليه عند العطاء، ومن علم أن الله يرزقه من حيث لا يحتسب فحقه أن يعطي ولا يحسب".
وعندما ذبح أهل النبي صلى الله عليه وسلم شاة، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بقي منها؟"، قالت عائشة يا رسول الله ما بقي إلا كتفها، فقال صلى الله عليه وسلم: "كلها قد بقي، إلا كتفها",
أي: ما تصدقت به فهو باق، وما بقي عندك فهو غير باق، إشارة إلى قوله تعالى:
{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ ٱللَّهِ بَاقٍۢ ۗ}
[النحل: 96]