1. المقالات
  2. الجزء الثالث_زاد المعاد
  3. في هديه في علاج يبس الطبع واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه

في هديه في علاج يبس الطبع واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه

4267 2007/11/27 2024/11/15

 
في هديه في علاج يبس الطبع واحتياجه إلى ما يمشيه ويلينه


روى الترمذي في جامعه وابن ماجه في سننه من حديث اسماء بنت عميس قالت قال رسول الله بماذا كنت تستمشين قالت بالشبرم قال حار جار قالت ثم استمشيت بالسنا  فقال لو كان شيء يشفي من الموت لكان السنا وفي سنن ابن ماجه عن إبراهيم بن أبي عبلة قال سمعت عبدالله بن أم حرام وكان قد صلى مع رسول الله القبلتين يقول سمعت رسول الله يقول عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام قيل يا رسول الله وما السام قال الموت قوله بماذا كنت تستمشينأي تلينين الطبع حتى يمشي ولا يصير بمنزلة الواقف فيؤذي باحتباس النجو ولهذا سمي الدواء المسهل مشيا على وزن فعيل وقيل لأن المسهول يكثر المشي والاختلاف للحاجة وقد روي بماذا تستشفين فقالت بالشبرم وهو من جملة الادوية اليتوعية وهو قشر عرق شجرة وهو حار يابس في الدرجة الرابعة واجوده المائل إلى الحمرة الخفيف الرقيق الذي يشبه الجلد الملفوف وبالجملة فهو من الادوية التي اوصى الاطباء بترك استعمالها لخطرها وفرط إسهالها وقوله حار جار ويروى حار يار قال أبو عبيد واكثر كلامهم بالياء قلت وفيه قولان احدهما أن الحار الجار بالجيم الشديد الاسهال فوصفه بالحرارة وشدة الاسهال وكذلك هو قاله أبو حنفية الدينوري 

 

 


والثاني وهو الصواب ان هذا من الاتباع الذي يقصد به تأكيد الاول ويكون بين التأكيد اللفظي والمعنوي ولهذا يراعون فيه اتباعه في اكثر حروفه كقولهم حسن بسن اي كامل الحسن وقولهم حسن قسن بالقاف ومنه شيطان ليطان وحار جار مع ان في الجار معنى آخر وهو الذي يجر الشيء الذي يصيبه من شدة حرارته وجذبه له كأنه ينزعه ويسلخه ويار إما لغة في جار كقولهم صهري وصهريج والصهاري والصهاريج وإما اتباع مستقل

 


وأماالسنا ففيه لغتان المد والقصر وهو نبت حجازي أفضله المكي وهو دواء شريف مأمون الغائلة قريب من الاعتدال حار يابس في الدرجة الاولى يسهل الصفراء والسوداء ويقوي جرم القلب وهذه فضيلة شريفة فيه وخاصيته النفع من الوسواس السوداوي ومن الشقاق العارض في البدن ويفتح العضل وينفع من انتشار الشعر ومن القمل والصداع العتيق والجرب والبثور والحكة والصرع وشرب مائة مطبوخا أصلح من شربه مدقوقا ومقدار الشربة منه ثلاثة دراهم ومن مائة خمسة دراهم وإن طبخ معه شيء من زهر البفسج والزبيب الاحمر المنزوع العجم كان أصلح
قال الرازي السناء والشاهترج يسهلان الاخلاط المحترقة وينفعان من الجرب والحكة والشربة من كل واحد منهما من اربعة دراهم إلى سبعة دراهم

 


وأما السنوت ففيه ثمانية اقوال احدها أنه العسل والثاني أنه  رب عكة السمن يخرج خططا سوداء على السمن حكاهما عمرو بن بكر السكسكي الثالث انه حب يشبه الكمون وليس به قاله ابن الاعرابي الرابع أنه الكمون الكرماني الخامس أنه الرازيانج حكاهما أيو حنيفة الدينوري عن بعض الاعراب السادس أنه الشبت السابع أنه التمر حكاهما أبو بكر بن السني الحافظ الثامن أنه العسل الذي يكون في زقاق السمن حكاه عبداللطيف البغدادي قال بعض الاطباء وهذا اجدر بالمعنى وأقرب إلى الصواب اي يخلط السناء مدقوقا بالعسل المخالط للسمن ثم يلعق فيكون أصلح من استعماله مفردا لما في العسل والسمن من إصلاح السنا وإعانته له على الاسهال واله اعلم وقد روى الترمذي وغيره من حديث ابن عباس يرفعه إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي والمشي هو الذي يمشي الطبع ويلينه ويسهل خروج الخارج


 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day