البحث
وكان يعلم برفق من ارتكب ذنبًا جهلاً، أو خطأ، ولا يعنفه عليه، فضلاً عن معاقبته
عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صل الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم.
فقلت: يرحمك الله.
فرماني القوم بأبصارهم.
فقلت: وا ثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟
فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. (1)
فلما رأيتهم يصمتونني سكت.
فلما صلى رسول الله ﷺ، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله، ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كرهني (2) ، ولا ضربني، ولا شتمني.
قال:
"إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن"
(3)
وفي هذا الحديث: بيان ما كان عليه رسول الله ﷺ من عظيم الخلق الذي شهد الله تعالى له به، ورفقه بالجاهل، ورأفته بأمته، وشفقته عليهم. (4)
المراجع
(1) فعلوا هذا ليسكنوه، وهذا قبل أن يشرع التسبيح لمن نابه شيء في صلاته
(2) أي: ما انتهرني
(3) رواه مسلم [537]
(4) شرح النووي على صحيح مسلم [20/5]