البحث
وكان النبى ﷺ يصبر على ما يصيبه من أذى المنافقين
عن عبد الله ابن مسعود قال :
لما كان يوم حنين آثر رسول الله ﷺ ناساً فى القسمة ، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل ، وأعطى عيينة مثل ذلك ، وأعطى أناساً من أشراف العرب ، آثرهم يومئذ فى القسمة . فقال رجل : والله إن هذه القسمة ماعدل فيها وما أريد فيها وجة الله . قال فقولت : والله لأخبرن رسول الله ﷺ . فأتيته فأخبرته بما قال . فغضب من ذلك غضباً شديداّ واحمر وجهه حتى تمنيت أنى لم أذكره له : قال : ثم قال : فمن يعدل إن لم يعدل الله ورسوله . ثم قال : " يرحم الله موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر " (1) .
من فوائد الحديث :
فيه : الإعراض عن الجاهل ، والصفح عن الأذى ، والتأسى بمن مضى من النظراء .
وقد سلك النبى ﷺ مع هذا المنافق مسلكه مع غيرة من المنافقين الذين آذوه ، وسمع منهم فى غير موطن ما كرهه ، ولكنه صبر استبقاء لانقيادهم وتأليفاً لغيرهم ، ولئلا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه فينفروا .
وفيه: أن أهل الفضل قد يغضبهم ما يقال فيهم مما ليس فيهم ، ومع ذلك فيتلقون ذلك بالصبر ، والحلم كما صنع النبى ﷺ اقتداء بموسى عليه السلام (2).
المراجع
- رواه البخارى [٣٤٠٥] ومسلم [١٠٦٢ ] واللفظ له .
- ينظر : فتح البارى [٥٦/٨] ، [٥١٢/١٠] .