البحث
كان النبي ﷺ يقبل الهدية من النساء
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
تزوج رسول الله ﷺ،فدخل بأهله ، فقالت لي أم سليم : لو أهدينا لرسول اللهﷺهدية . فقلت لها :افعلي . فعمدت إلى رسول الله وأقط ، فاتخذت حيسة ، فجعلتة في تور (1). فقالت : يأنس اذهب بهذا إلى رسول الله ﷺ ، فقلت : إن أمى تقرئك السلام ، وتقول : إن هذا لك من قليل يارسول الله . فقال : " ضعه " . ثم قال : " اذهب فادع لي فلاناً، وفلاناً ، ومن لقيت " ، وسمى رجالاً. فدعوت من سمى ، ومن لقيت (2). فرجعت فإذا البيت غاص بأهله . وقال لى رسول الله ﷺ : " يأنس هات التور " . فرأيت النبي ﷺ وضع يديه على تلك الحيسة ، وتكلم بها ما شاء الله ، ثم جعل يدعو عشرة عشرة . فقال : " ليتحلق عشرة عشرة ، وليأكل كل إنسان مما يليه " . قال : فأكلوا حتى شبعوا ، قال فخرجت طائفة ، ودخلت طائفة ، حتى أكلو كلهم . فقال لى : " يأنس أرفع " . قال : فرفعت ، فما أدراى حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت (3). وفي هذا الحديث معجزة ظاهرة لرسول الله ﷺ بتكثير الطعام (4).
وعن سهل رضى الله عنه
أن أمرأة جاءت النبي ﷺ ببردة منسوجة ، فيها حاشيتها (5). قالت : نسجتها بيدى ، فجئت لأكسوكها . فأخذها النبي ﷺ محتاجاً إليها وإنها إزارة ، فحسنها فلان ، فقال : " اكسنيها ما أحسنها " . فقال : نعم . فجلش ما شاء الله في المجلس ، ثم رجع ، فطوها ، ثم أرسل بها إليه . قال القوم : ما أحسنت ، لبسها النبي ﷺمحتاجاً إليها ، ثم سألته ، وعلمت أنه لا يرد سائلاً . قال : إنى والله ما سألته لألبسه ، إنما سألته لتكون كفنى . قال سهل : فكانت كفنه (6).
من فوائد الحديث :
فيه : حسن خلق النبي ﷺ ، وسعه جوده ، وقبوله الهدية .
وفيه : جواز استحسان الإنسان ما يراه على غيرة من الملابس وغيرها ، إما ليعرفه قدرها ، وإما ليعرض له بطلبه منه حيث يسوغ له ذلك .
وفيه : مشروعية الإنكار عند مخالفة الأدب ظاهراً ، وإن لم يبلغ المنكر درجة التحريم .
وفيه : جواز إعداد الشئ قبل وقت الحاجة إليه (7)
المراجع
- التور إناء مثل القدح .
- وكانوا زهاء ثلاثمائة .
- رواه مسلم [١٤٢٨ ].
- شرح النووى على صحيح مسلم [ ٢٣٢/٩ ] .
- حاشية الثوب هدبه ، فكأنه قال أنها جديدة لم يقطع هدبها ولم تلبس بعد .
- رواه البخارى [١٢٧٧ ] .
- فتح البارى [ ١٤٤/٣ ] .