البحث
وكان ﷺ يحرص على وعظ النساء وتذكيرهن
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال :
شهدت مع رسول الله ﷺ الصلاة يوم العيد ، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ، ولا إقامة ، ثم قام متوكئاً على بلال ، فأمر بتقوى الله ، وحث على طاعته، ووغظ الناس ، وذكرهم . ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن ، وذكرهن ، فقال : " تصدقن ، فإن أكثر كن حطب جهنم ". فقامت امرأة من سطة النساء (1)، سفعاء الخدين (2)، فقالت : لما يارسول الله ؟ قفال : " لأنكن تكثرن الشكاة ، وتكفرن العشير " (3).
قال : فجعلن يتصدقن من حليهن ، يلقين فى ثوب بلال من أقرطتهن ، وخواتمهن (4).
فالنبى ﷺ حين رأى أنه لم يسمع النساء ، لأن الجمع كبير ، وصفوف النساء خلف صفوف الرجال ، أتاهن فوعظهن ، أداء لحقهن فى التربية والتعليم .
قال النووى : " يستحب إذا لم يسمعهن أن يأتيهن بعد فراغه ، ويعظهن ويذكرهن إذا لم يترتب مفسدة " (5).
أما الآن مع وجود مكبرات الصوت فلا حاجة لا قتراب الخطيب من مكان النساء .
من فوائد الحديث :
فيه : استحباب وعظ النساء وتعليمهن أحكام الإسلام وتذكير هن بما يجب عليهن .
قال بن جريح : قلت لعطاء : أترى حقاً على الإمام الآن أن يأتى النساء ، فيذكرهن حين يفرغ .
قال : إن ذلك لحق عليهم ، وما لهم لا يفعلونه ؟ (6).
وفيه : بيان رفق النبى ﷺ فى وعظ النساء ، فلم يغلظ ولا يعنف .
قال بن حجر : " وفى مبادرة تلك النسوة إلى الصدقة بما يعز عليهن من حليهن مع ضيق الحال فى ذلك الوقت ، دلالة على رفيع مقامهن فى الدين ، وحرصهن على أمتثال أمر الرسول ﷺ ورضى عنهن"(7).
المراجع
- أى : جالسة فى وسطهن .
- أى : فيها تغير وسواد .
- وهو الزوج ، أى : يجحدن حقوق الأزواج وإحسانهم ، ويكتمن الإحسان ،ويظهرن التشكى كثيراً .وفى حديث آخر : " لوأحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رات منك شيئاً قالت : مارأيت منك خير قط " . رواه البخارى [٢٩ ] ، ومسلم [ ٩٠٧ ] عن غبد الله بن عباس رضى الله عنهما .
- رواه مسلم [٨٨٥ ] .
- شرح النووى على صحيح مسلم [ ١٧٤/٦] .
- رواه البخارى [٩٦١ ] ومسلم [٨٨٥ ] .
- فتح البارى [٤٦٩/٢ ] .