1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وربما تصدق بقليل من المال ، فتقبله الله وبارك فيه ، فصار أكثر من الكثير

وربما تصدق بقليل من المال ، فتقبله الله وبارك فيه ، فصار أكثر من الكثير

الكاتب : محمد صالح المنجد
84 2024/08/08 2024/08/08
المقال مترجم الى : English

عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :

" سبق درهم مائة ألف درهم " . قالوا : وكيف ؟ قال : " كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما ، وانطلق رجل إلى عرض ماله ، فأخذ منه مائة ألف درهم ، فتصدق بها "

(1).

وكان النبى ﷺ كثيراً ما يحثهن على الصدقة :

فعن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت :

قال رسول الله ﷺ : " تصدقن يامعشر النساء ، ولو من حليكن ". قالت : فرجعت إلى عبد الله ، فقلت : إنك رجل خفيف ذات اليد ، إن رسول الله ﷺ قد أمرنا بالصدقة ، فأته فاسأله ، فإن كان ذلك يجزى عنى ، وإلا صرفتها إلى غيركم (2). قالت : فقال لي عبد الله : بل ائتيه أنت (3). قالت : فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله ﷺ حاجتى حاجتها . قالت : وكان رسول الله ﷺ قد ألقيت عليه المهابة. قالت : فخرج علينا بلال ، فقلنا له : ائت رسول الله ﷺ، فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك : أتجزىء الصدقة عنها على أزوجهما ، وعلى أيتام فى حجورهما ؟ ولا تخبره من نخن. قالت : فدخل بلال على رسول الله ﷺ ، فسأله ،فقال له رسول الله ﷺ : " من هما ؟ ". فقال : امرأة من الأنصار ، وزينب . فقال رسول الله ﷺ : " أى الزيانب ؟ " . قال : امرأة عبد الله . فقال له رسول الله ﷺ : " لهما أجران أجر القرابة ، وأجر الصدقة " (4).

من فوائد الحديث : 

فيه : الحث على الصدقة على الأقارب ، وهو محمول فى الواجبة على من لا يلزم المعطى نفقته منهم 

وفيه : الحث على صله الرحم .

وفيه : جواز تبرع المرأة بما لها بغير إذن زوجها .

وفيه : عظة النساء ، وترغيب ولى الأمر فى أفعال الخير للرجال والنساء .

وفيه : التحدث مع النساء الأجانب عند أمن الفتنة .

وفيه : التخويف من المؤاخذة بالذنوب ، وما يتوقع بسببها من العذاب .

وفيه : فتيا العالم مع وجود من هو أعلم منه.

وفيه : طلب الترقى فى تحمل العلم (5 ).

وفيه : جواز أن يخفى المستفتى شخصيته لقول امرأة ابن مسعود : " ولا تخبره من نحن " . 

وكان أكثر من يتصدق النساء : 

عن أبى سعيد الخدري رضى الله

عنه أن رسول الله ﷺ كان يخرج يوم الأضحى ، ويوم الفطر ، فيبدأ بالصلاة ، فإذا صلى صلاته وسلم ، قام ، فأقبل على الناس وهم جلوس فى مصلاهم ، فإن كان له حاجة ببعث ذكره الناس ، أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها . وكان يقول : " تصدقوا ، تصدقوا ،تصدقوا "، وكان أكثر من يتصدق النساء (6).


المراجع

  1. رواه النسائى [ ٢٥٢٧ ] ، وحسنه الألبانى .
  2.  وفى روايه النسائى [٢٥٨٣ ] : أيسعنى أن أضع صدقتى فيك وفى بنى أخ لي يتامى .
  3.  كأنه استحيا أن يستفتى فى تصدق زوجته عليه . 
  4.  رواه البخارى [١٤٦٦ ] ، ومسلم [١٠٠٠ ] . 
  5.  فتح البارى [٣٣٠/٣ ] . 
  6.  رواه البخارى [٣٠٤ ] ، ومسلم [٨٨٩ ] ، واللفظ له .


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day