1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان ﷺ يحثهن على الإكثار من ذكر الله تعالى

وكان ﷺ يحثهن على الإكثار من ذكر الله تعالى

الكاتب : محمد صالح المنجد
120 2024/08/11 2024/12/18

عن يسيرة رصى الله عنها ، وكانت من المهاجرات ، وقالت :

قال لنا رسول الله ﷺ : " عليكن بالتسبيح ، والتهليل ، والتقديس ، واعقدن بالأنامل ، فإنهن مسؤلات مستنطقات ، ولا تغفلن ، فتنسين الرحمة "

(1).

(عليكن ) اسم فعل بمعنى : الزمن .

=(بالتسبيح ) أى : بقول : سبحان الله .

( والتهليل ) أى : قول : لا إله إلا الله .

(والتقديس ) أى : قول : سبحان الملك القدوس ، أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح .

( واعقدن بالأنامل  ) أى : اعددن عدد مرات التسبيح والتهليل بالأنامل ، إما بعقدها ، أو برءوسها .

والأنامل جمع أنملة ، وهى التى فيها الظفر (2).

" ويحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل ، أو بجملة الأصابع .

والعقد بالمفاصل : أن يضع إبهامه فى كل  ذكر على مفصل .

والعقد بالأصابع : أن يعقدها ثم يفتحها " (3).

فمن عد بوضع طرف الإبهام على أنامل الأصابع الأخرى ، فقد عد الأنامل ، ومن وضع أطراف الأنامل على الكف فقد عد أيضاً بها ، فالأمر فى هذا واسع .

قال الطيبى : " حرضهن  ﷺ  على أن يحصين تلك الكلمات بأناملهن ، ليحط عنها بذلك ما اجترحته من الذنوب .

(فإنهن مسؤلات ) أى : يسألن يوم القيامة عما اكتسبن ، وبأى شىء استعملن (مستنطقات ) أى : متكلمات ، فيشهدن لصاحبهن أو عليه بما اكتسبه

يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ

[ النور : 24 ] 

( ولا تغفلن ) أى : عن الذكر ، يعنى لا تتركن الذكر .

(فتنسين الرحمة  ) قال القارى : والمراد بنسيان الرحمة نسيان أسبابها ، أى : لا تتركن الذكر ، فإنكن لو تركتن الذكر لحر متن ثوابه ، فكأنكن تركتن الرحمة ، أى : لا يكن منكم الغفلة ، فيكون من الله ترك الرحمة "(4).

وكان يعلمهن ما ينفعن من الأدعية 

ومن النساء العظيمات فى الإسلام اللاتى علمهن رسول الله ﷺ : أسماء بنت عميس رضى الله عنها فقد كانت شخصية علمية دعوية مؤثرة ، واعظة للرجال والنساء ، وقد توارد الرجال ليسمعوا منها حديث فضل مهاجرة الحبشة [ وسيأتى قريباً ] .

عن أسماء بنت عميس رصى اله عنها قالت :

قال لى رسول االله ﷺ : " ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ، أو فى الكرب : الله الله ربى لا أشرك به شيئاً "

(5).

وكثيراً ما تصاب النساء بالكرب بسبب الحمل ، أو الوضع ، أو قسوة الزوج ، أو أشتداد الأولاد عليها ، وغير ذلك .

فعلى المرأة أن تحافظ على هذا الذكر العظيم الذى يفرج الله به الكرب .

وقد ثبت عن النبى ﷺ أنه كان يقول عند الكرب :

" لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم "

(6).

وهو حديث جليل ينبغى الأعتناء به ، واالإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة .

قال الطبرى : كان السلف  يدعون به ، ويسمونه : دعاء الكرب " (7).

المراجع

  1. رواه الترمذى [٣٥٨٣ ] وأبو دواد [ ١٥٠٥ ] وأحمد [ ٢٦٥٤٩ ] ، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع [٤٠٨٧ ] .
  2.  تحفة الأحوذى [٣١/١٠ ] .
  3.  قاله ابن علان فى الفتوحات الربانية [٢٥٠/٣ ] .
  4.  تحفة الأحوذى [٣١/١٠ ] .
  5.  رواه أبو دواد [ ١٥٢٥ ] وابن ماجه [ ٣٨٨٢ ] ، وصححه الألبانى فى صحيح أبى دواد[ ١٣٦٤]. 
  6.  رواه البخارى [ ٦٣٤٦ ] ، ومسلم [٢٧٣٠ ] عن عبد الله بن عباس رضى الله عنها .
  7.  شرح النووى على صحيح مسلم [ ٤٧/١٧ ] .



المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day