البحث
وكان ﷺ يحثهن على الإكثار من ذكر الله تعالى
عن يسيرة رصى الله عنها ، وكانت من المهاجرات ، وقالت :
قال لنا رسول الله ﷺ : " عليكن بالتسبيح ، والتهليل ، والتقديس ، واعقدن بالأنامل ، فإنهن مسؤلات مستنطقات ، ولا تغفلن ، فتنسين الرحمة "
(1).
(عليكن ) اسم فعل بمعنى : الزمن .
=(بالتسبيح ) أى : بقول : سبحان الله .
( والتهليل ) أى : قول : لا إله إلا الله .
(والتقديس ) أى : قول : سبحان الملك القدوس ، أو سبوح قدوس رب الملائكة والروح .
( واعقدن بالأنامل ) أى : اعددن عدد مرات التسبيح والتهليل بالأنامل ، إما بعقدها ، أو برءوسها .
والأنامل جمع أنملة ، وهى التى فيها الظفر (2).
" ويحتمل أن المراد العقد بنفس الأنامل ، أو بجملة الأصابع .
والعقد بالمفاصل : أن يضع إبهامه فى كل ذكر على مفصل .
والعقد بالأصابع : أن يعقدها ثم يفتحها " (3).
فمن عد بوضع طرف الإبهام على أنامل الأصابع الأخرى ، فقد عد الأنامل ، ومن وضع أطراف الأنامل على الكف فقد عد أيضاً بها ، فالأمر فى هذا واسع .
قال الطيبى : " حرضهن ﷺ على أن يحصين تلك الكلمات بأناملهن ، ليحط عنها بذلك ما اجترحته من الذنوب .
(فإنهن مسؤلات ) أى : يسألن يوم القيامة عما اكتسبن ، وبأى شىء استعملن (مستنطقات ) أى : متكلمات ، فيشهدن لصاحبهن أو عليه بما اكتسبه
يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ
[ النور : 24 ]
( ولا تغفلن ) أى : عن الذكر ، يعنى لا تتركن الذكر .
(فتنسين الرحمة ) قال القارى : والمراد بنسيان الرحمة نسيان أسبابها ، أى : لا تتركن الذكر ، فإنكن لو تركتن الذكر لحر متن ثوابه ، فكأنكن تركتن الرحمة ، أى : لا يكن منكم الغفلة ، فيكون من الله ترك الرحمة "(4).
وكان يعلمهن ما ينفعن من الأدعية
ومن النساء العظيمات فى الإسلام اللاتى علمهن رسول الله ﷺ : أسماء بنت عميس رضى الله عنها فقد كانت شخصية علمية دعوية مؤثرة ، واعظة للرجال والنساء ، وقد توارد الرجال ليسمعوا منها حديث فضل مهاجرة الحبشة [ وسيأتى قريباً ] .
عن أسماء بنت عميس رصى اله عنها قالت :
قال لى رسول االله ﷺ : " ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب ، أو فى الكرب : الله الله ربى لا أشرك به شيئاً "
(5).
وكثيراً ما تصاب النساء بالكرب بسبب الحمل ، أو الوضع ، أو قسوة الزوج ، أو أشتداد الأولاد عليها ، وغير ذلك .
فعلى المرأة أن تحافظ على هذا الذكر العظيم الذى يفرج الله به الكرب .
وقد ثبت عن النبى ﷺ أنه كان يقول عند الكرب :
" لا إله إلا الله العظيم الحليم ، لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم "
(6).
وهو حديث جليل ينبغى الأعتناء به ، واالإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة .
قال الطبرى : كان السلف يدعون به ، ويسمونه : دعاء الكرب " (7).
المراجع
- رواه الترمذى [٣٥٨٣ ] وأبو دواد [ ١٥٠٥ ] وأحمد [ ٢٦٥٤٩ ] ، وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع [٤٠٨٧ ] .
- تحفة الأحوذى [٣١/١٠ ] .
- قاله ابن علان فى الفتوحات الربانية [٢٥٠/٣ ] .
- تحفة الأحوذى [٣١/١٠ ] .
- رواه أبو دواد [ ١٥٢٥ ] وابن ماجه [ ٣٨٨٢ ] ، وصححه الألبانى فى صحيح أبى دواد[ ١٣٦٤].
- رواه البخارى [ ٦٣٤٦ ] ، ومسلم [٢٧٣٠ ] عن عبد الله بن عباس رضى الله عنها .
- شرح النووى على صحيح مسلم [ ٤٧/١٧ ] .