البحث
وكان ﷺ يتفقد أحوالهن ويسأل من غابت منهن عن مواسم الخير عن سبب غيابها
عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال :
لما رجع النبي ﷺ من حجته ، قال لأم سنان الأنصارية : " ما منعك أن تكوني حججت معنا ؟ " . قالت : ناضحان (1) كانا لأبي فلانٍ - زوجها - حج هو وابنه على أحدهما ، وكان الآخر يسقي عليه غلامنا . قال : " فعمرة في رمضان تقضى حجة معي " (2).
وعن أم معقل قالت : لما حج رسول الله ﷺ حجة الوداع ، وكان لنا جمل جعله أبو معقل في سبيل الله ، وأصابنا مرض ،
وهلك أبومعقل .
وخرج النبي ﷺ ، فلما فرغ من حجه جئته ، فقال : " يأم معقل مامنعك أن تخرجي معنا ؟ " .
قالت : لقد تهيأنا ، فهلك أبو معقل ، وكان لنا جمل هو الذي نحج عليه ، فأوصى به أبو معقل في سبيل الله .
قال : " فهلا خرجت عليه ؟ فإن الحج في سبيل الله ، فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا ، فاعتمري في رمضان ، فإنها كحجة " (3).
" فأعلمها أن العمرة في رمضان تعدل الحجة في الثواب ، لا أنها تقوم مقامها في إسقاط الفرض ، للإجماع على أن الأعتمار لا يجزىء عن حج الفرض " (4).
ومثله : لو أن رجلا نذر إن شفى الله مريضه أن يختم القرآن ، فلما شفى الله مريضه قرأ سورة الإخلاص ثلاثاً مستند لا بقول النبي ﷺ:
قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ
[ الإخلاص : 1]
، تعدل ثلث القرآن " (5) . فهل يكفيه ذلك ؟ الجواب : لا يكفيه ، لأن سورة الإخلاص تعدل ثلث القرآن في الثواب ، ولكنها لا تقوم مقامه في القراءة .
وقوله : " فإن الحج في سبيل الله " استدل به الإمام أحمد وغيره على جواز إعطاء من لا يجد نفقة حج الفريضة من الزكاة ليحج .
المراجع
- الناضح : البعير الذي يستقى عليه . النهاية [٦٩/٥ ] .
- رواه البخارى [ ١٨٦٣] ومسلم [ ١٢٥٦ ] .
- رواه أبو دواد [ ١٩٨٩ ] وهذا لفظه ، والترمذي [ ٩٣٩ ] ، وابن ماجه [ ٢٩٩٣ ] مختصراً ، وصححه الألبانى في صحيح أبي دواد [١٧٣٦ ] .
- فتح الباري [٦٠٤/٣ ] .
- رواه البخارى [ ٦٦٤٣ ] عن أبي سعيد رضى الله عنه ، ورواه مسلم [ ٨١١ ] عن أبي الدرداء رضى الله عنه.