البحث
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحب لهم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من النهار لا يكلمني ولا أكلمه؛ حتى جاء سوق بني قينقاع، ثم انصرف؛ حتى أتى خباء فاطمة. فقال: "أثم لكع، أثم لكع؛ يعني حسناً". فظننا أنه إنما تحبسه أمه لأن تغسله وتلبسه سخابا؟ فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأحبب من يحبه". قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلى من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.
قال النووي: (جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه) فيه: استحباب ملاطفة الصبي ومداعبته رحمة له، ولطفاً، واستحباب التواضع مع الأطفال، وغيرهم.
وفي الحديث: جواز إلباس الصبيان القلائد والسخب، ونحوها من الزينة، واستحباب تنظيفهم لا سيما عند لقائهم أهل الفضل.
وقد كان الحفيدان رضي الله عنهما ريحانتيه من الدنيا.
قال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الحسن والحسين هما ريحانتاي من الدنيا".
والمعنى: إنهما مما أكرمني الله، وحباني به؛ لأن الأولاد يشمون، ويقبلون فكأنهم من جملة الرياحين.
وقوله: "من الدنيا" أي: نصيبي من الريحان الدنيوي.