البحث
كان النبي ﷺ يخص صواحب نسائة بمزيد فضل وإحسان
عن عائشة رضى الله عنها قالت :
ما غرت على أحد من نساء النبي ﷺ ما غرت على خديجة ، وما رأيتها ، ولكن كان النبي ﷺ يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة . فربما قلت له : كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة . فيقول : " إنها كانت ، وكانت ، وكان لى منها ولد " (1).
وعن عائشة رضى الله عنها قالت :
جاءت عجوز إلى النبي ﷺ ، وهو عندي . فقال لها رسول الله ﷺ : " من أنت ؟ " . قالت : أنا جثامة المزنية . فقال : " بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ " . قالت : بخير بأبى أنت وأمى يارسول الله . فلما خرجت ، قلت : يارسول الله تقبل على هذة العجوز هذا الأقبال ! فقال : " ياعائشة ، إنها كانت تأتينا زمان خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان " (2).
وكذلك كان يحفظ العهد في أهل أصحابه من بعدهم :
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
كان النبي ﷺ لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه ، إلا أم سليم ، فإنه كان يدخل عليها . فقيل له في ذلك ، فقال : " إنى أرحمها ، قتل أخوها معي " (3).
" أم سليم " بنت ملحان الأنصارية رضى الله عنها ، وهى أم أنس بن مالك رضى الله عنه مشهورة بكنيتها ، واختلف في اسمها .
والمراد بقوله " اخوها " : حرام بن ملحان ، قتل في غزوة بئر معونة .
وفي الحديث : حفظ عهد الإخوان والأصحاب والقيام بمصالح أهلهم بعد وفاتهم .
والنبي ﷺ كان يجبر قلب أم سليم بزيارتها ، ويعلل ذلك بأن أخاها قتل معه ، ففيه أنه خلفه في أهلة بخير بعد وفاته ، وذلك من حسن عهده ﷺ (4).
المراجع
- رواه البخارى [ ٣٨١٨ ] ومسلم [٢٤٣٥ ] .
- أخرجه الحاكم فى المستدرك [ ١٧/١ ] وصححه ، صصحه الألبانى في الصحيحة [ ٢١٦ ] وقد سبق .
- رواه البخارى [ ٢٨٤٤ ] ، ومسلم [ ٢٤٥٥ ] .
- فتح البارى [٤٦١/٨ ] .