1. المقالات
  2. الجزء الثالث_زاد المعاد
  3. في هديه في الاستفراغ بالقيء

في هديه في الاستفراغ بالقيء

9638 2007/11/27 2024/03/28

 
في هديه في الاستفراغ بالقيء


روى الترمذي في جامعة عن معدان بن أبي طلحة عن ابي الدرداء ان النبي قاء فتوضأ فلقيت ثوبان في مسجد دمشق فذكرت له ذلك فقال صدق أنا صببت له وضوءه قال الترمذي وهذا اصح شيء في الباب القيء أحد الاستفراغات الخمسة التي هي أصول الاستفراغ وهي الاسهال والقيء وإخراج الدم وخروج الابخرة والعرق وقد جاءت بها السنة فأما الإسهال فقد مر في حديث خير ما تداويتم به المشي وفي حديث السنا وأما إخراج الدم فقد تقدم في احاديث الحجامة وأما استفراغ الابخرة فنذكره عقيب هذا الفصل إن شاء الله وأما الاستفراغ بالعرق فلا يكون غالبا بالقصد بل بدفع الطبيعة له إلى ظاهر الجسد فيصادف المسام مفتحة فيخرج منها والقيء استفراغ من اعلا المعدة والحقنة من اسفلها والدواء من أعلاها واسفلها والقيء نوعان نوع بالغلبة والهيجان ونوع بالاستدعاء  والطلب فأما الأول فلا يسوغ حبسه ودفعه إلا إذا افرط وخيف منه التلف فيقطع بالاشياء التي تمسكه واما الثاني فأنفعه عند الحاجة إذا روعي زمانه وشروطه التي تذكر وأسباب القيء عشرة أحدها غلبة المرة الصفراء وطفوها على رأس المعدة فتطلب الصعود الثاني من غلبة بلغم لزج قد تحرك في المعدة واحتاج إلى الخروج ان يكون من ضعف المعدة في ذاتها فلا تهضم الطعام فتقذفه إلى جهة فوق الرابع أن يخالطها خلط رديء ينصب إليها فيسيء هضمها ويضعف فعلها

 

 

 

الخامس أن يكون من زيادة المأكول أو المشروب علىالقدر الذي تحتمله المعدة فتعجز عن إمساكه فتطلب دفعه وقذفه السادس ان يكون من عدم موافقة المأكول والمشروب لها وكراهتها له فتطلب دفعه وقذفه السابع أن يحصل فيها ما يثور الطعام بكيفيته وطبيعته فتقذف به الثامن القرف وهو موجب غثيان النفس وتهوعها التاسع من الاعراض النفسانية كالهم الشديد والغم والحزن وغلبة اشتغال الطبيعة والقوى الطبيعية به واهتمامها بوروده عن تدبير البدن وإصلاح الغذاء وإنضاجه وهضمه فتقذفه المعدة وقد يكون لأجل تحرك الأخلاط عند تخبط النفس فإن كل واحد من النفس والبدن  ينفعل عن صاحبه ويؤثر في كيفيته العاشر نقل الطبيعة بأن يرى من يتقيأ فيغلبه هو القيء من غير استدعاء فإن الطبيعة نقالة وأخبرني بعض حذاق الأطباء قال كان لي ابن اخت حذق في الكحل فجلس كحالا فكان إذا فتح عين الرجل ورأى الرمد وكحله رمد هو وتكرر ذلك منه فترك الجلوس قلت له فما سبب ذلك قال نقل الطبيعة فإنها نقالة قال واعرف آخر كان رأى خراجا في موضع من جسم رجل يحكه فحك هو ذلك الموضع فخرجت فيه خراجه قلت وكل هذا لا بد فيه من استعداد الطبيعة وتكون المادة ساكنة فيها غير متحركة فتتحرك لسبب من هذه الاسباب فهذه اسباب لتحرك المادة لا أنها هي الموجبة لهذا العارض

 

 


فصل


ولما كانت الاخلاط في البلاد الحارة والأزمنة الحارة ترق وتنجذب إلى فوق كان القيء فيها أنفع ولما كانت في الازمنة الباردة والبلاد الباردة تغلظ ويصعب جذبها إلى فوق كان استفراغها بالاسهال أنفع وإزالة الاخلاط ودفعها تكون بالجذب والاستفراغ والجذب يكون من ابعد الطرق والاستفراغ من اقربها والفرق بينهما ان المادة إذا كانت عاملة في الانصباب او الترقي لم تستقر بعد فهي محتاجة إلى الجذب فإن كانت متصاعدة جذبت من اسفل وإن كانت منصبة جذبت من فوق وأما إذا استقرت في موضعها استفرغت من اقرب الطرق إليها  فمتى أضرت المادة بالاعضاء العليا اجتذبت من اسفل ومتى اضرت بالاعضاء السفلى اجتذبت من فوق ومتى استقرت استفرغت من اقرب مكان إليها ولهذا احتجم النبي على كاهله تارة وفي رأسه اخرى وعلى ظهر قدمه تارة فكان يستفرغ مادة الدم المؤذي من اقرب مكان إليه والله أعلم

 

 


فصل


والقيء ينقي المعدة ويقويها ويحد البصر ويزيل ثقل الرأس وينفع قروح الكلي والمثان والامراض المزمنة كالجذام والاستسقاء والفالج والرعشة وينفع اليرقان وينبغي أن يستعمله الصحيح في الشهر مرتين متواليتين من غير حفظ دور ليتدارك الثاني ما قصر عنه الأول وينفي الفضلات التي انصبت بسببه والإكثار منه يضر المعدة ويجعلها قابلة للفضول ويضر بالأسنان والبصر والسمع وربما صدع عرقا ويجب ان يجتنبه من به ورم في الحلق أو ضعف في الصدر أو دقيق الرقبة أو مستعد لنفث الدم أو عسر الإجابة له وأما ما يفعله كثير ممن يسيء التدبير وهو أن يمتليء من الطعام ثم يقذفه ففيه آفات عديدة منها أنه يعجل الهرم ويوقع في امراض رديئة ويجعل القيء له عادة والقيء مع اليبوسة وضعف الأحشاء وهزال المراق أو ضعف المستقيء خطر  

 


وأحمد أوقاته الصيف والربيع دون الشتاء والخريف وينبغي عند القيء ان يعصب العينين ويقمط البطن ويغسل الوجه بماء بارد عند الفراغ وان يشرب عقيبه شراب التفاح مع يسير من مصطكى وماء الورد ينفعه نفعاا بيتا والقيء يستفرغ من أعلى المعدة ويجذب من اسفل والاسهال بالعكس قال ابقراط وينبغي ان يكون الاستفراغ في الصيف من فوق اكثر من الاستفراغ بالدواء وفي الشتاء من اسفل


 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day