1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان النبي ﷺ يحث أمته علي توقيرهم واحترامهم

وكان النبي ﷺ يحث أمته علي توقيرهم واحترامهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
28 2024/09/03 2024/09/16
المقال مترجم الى : English

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :

قال رسول الله ﷺ : " إن من إجلال الله : إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط " (1).

" إن من جلال الله " أي : تبجيله وتعظيمه .

" إكرام ذي الشيبة المسلم " أى : تعظيم الشيخ الكبير في الإسلام بتوفيره في المجالس ، والرفق به ، والشفقة عليه ، ونحو ذلك .

وعد ذلك من إجلال العبد لربه ، وتبجيله وتعظيمه له ؛ وذلك لحرمة الكبير عند الله ؛ ولما له من السابقة في الإسلام ؛ ولما له من الحق على غيره .

كما أن في ذلك إظهاراً لحقه على المجتمع الذى يعيش فيه ؛ لأن هذا حق أعطاه الشرع إياه .

" وحامل القرآن " أى : وإكرام قارئه ، وحافظه ، ومفسره .

" غير الغالى فيه " يعنى : غير المتجاوز الحد في العمل به ، وتتبع ما خفي منه ، واشتبه عليه من معانيه .

" والجافي عنه " أي : وغير المتباعد عنه ، المعرض عن تلاوته وإحكام قراءته ، وإتقان معانيه والعمل بما فيه .

" وإكرام ذي السلطان المقسط " أي : العادل (2 ).

ثم إن النبي  ﷺ جمع فى هذا الحديث بين المسن ، وحامل القرآن ، والسلطان ، وقدم المسن ، كأنه يقول : وقر المسن كما توقر السلطان والرئيس والحاكم ، وعظم المسن كما تعظم حامل القرآن الحاذق .

وعن أنس رضي الله عنه قال :

جاء شيخ يريد النبي ﷺ ، فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له ، فقال النبي ﷺ : " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا " (3).

وفي رواية :

" من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا ، فليس منا " (4).

"فليس منا " أى : ليس على طريقتنا ، وهو كناية عن التبرئة ؛ حيث إنه  ﷺ تبرأ من أن يكونوا من حزبه ؛ إذا ليس المسلم من لا يحترم الكبير ، وليس من المجتمع المسلم من لم يوقر مشايخه وأكابر من المسنين .

وقولة : " ويعرف حق كبيرنا " أى : بما يستحقه من التعظيم والتبجيل .

وقولة  ﷺ : " يوقر كبيرنا " أبلغ من قول " يوقر الكبير " ؛ ليقرر أن الأعتداء على الكبير بالقول ؛ أو الفعل ، أو الأشارة ، هو اعتداء على جناب رسول الله  ﷺ  الذى نسب المسن إليه ، وانتسب إليه ، بقوله " كبيرنا "


المراجع

  1. رواه أبو داود [ 4843 ] وحسنه الألبانى في صحيح الجامع [ 2199 ] . 
  2.  عون المعبود [ 132/13 ].
  3.  رواه الترمذي [ 1919 ] وصححه الألباني في الصحيحة [ 2196].
  4.  رواه أبو دواد [ 4943 ]عن عبد الله بن عمرو ، وحسنه الألبانى في صحيح الجامع [ 6540 ].

 


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day