البحث
ومن النوابغ الذين كان للنبي ﷺ عناية بهم: عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
قال عنه الذهبي: ((كان من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين))
وقال: (( كان معدودا في أذكياء العلماء)).
عن شقيق بن سلمة قال: خطبنا عبد الله بن مسعود، فقال
والله لقد أخذت من في رسول الله ﷺ بضعا، وسبعين سورة، والله لقد علم أصحابي أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم. قال شقيق فجلست في الحلق أسمع ما يقولون، فما سمعت رادا يقول غير ذلك وقد طلب منه ﷺ أن يقرأ عليه شيئا من القرآن، فقرأ عليه من أول سورة النساء .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
قال لي ﷺ: ((اقرأ علي)) قلت: يا رسول الله ، أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:(( نعم)). فقرأت سورة حتى أتيت إلى هذه الآية: (( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) [النساء:41]. قال:(( حسبك الآن)). فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان. وأرشد النبي ﷺ إلى أخذ القرآن عنه، فقال: (( خذوا القرآن من أربعة: من ابن أم عبد فبدأ به، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وسالم مولى أبي حذيفة)) أي: تعلموه منها، والأربعة المذكورون، اثنان من المهاجرين، وهما المبدأ بهما، واثنان من الأنصار، وسالم هو ابن معقل مولى أبي حذيفة قال العلماء: سببه أن هؤلاء أكثر ضبا لألفاظه، وأتقن لأدائه، وإن كان غيرهم أفقه في معانيه منهم. أو لأن هؤلاء الأربعة تفرغوا لأخذه منهﷺ مشافهة، وغيرهم اقتصروا على أخذ بعضهم من بعض. أو أنه ﷺ أراد الإعلام بما يكون بعد وفاته ﷺ من تقدم هؤلاء الأربعة وتمكنهم، وأنهم أقعد من غيرهم في ذلك، فلا يؤخذ عنهم.
عن عبد الله بن مسعود أن أبا بكر، وعمر بشراه أن رسول الله ﷺ قال
(( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).