البحث
نهي النبي ﷺ عن سب ولعن الحيوان ، وخاصة الديك
عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال :
" لا تسبوا الديك ؛ فإنه يوقظ للصلاة " (1).
أى : قيام الليل بصياحه فيه ، ومن أعان على طاعة يستحق المدح لا الذم .
قال المناوي : جرت العادة بأنه يصرخ صرخات متتابعة إذا قرب الفجر ، وعند الزوال فطرة فطرة الله عليها .
قال الحليمي : يؤخذ منه أنا كل من استفيد منه الخير لا ينبغي أن يسب ، ولا أن يستهان به ، بل يكرم ، ويحسن إليه (2).
وعن عمران بن حصين قال :
بينما رسول الله ﷺ في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت ، فلعنتها . فسمع ذلك رسول الله ﷺ فقال : " خذوا ما عليها ، ودعوها ؛ فإنها ملعونة " . قال عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد (3).
وعن أبي برزة الأسلمي رضى الله عنه قال :
بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذا بصرت للنبي ﷺ، وتضايق بهم الجبل ، فقالت : حل (4) ، اللهم ألعنها . قال : فقالا النبي ﷺ : " لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة " (5).
قال النووى : " وإنما قال هذا زجراً لها ، ولغيرها ، وكان قد سبق نهيها ونهي غيرها عن اللعن ، فعوقبت بإرسال الناقة ، والمراد النهي عن مصاحبته لتلك الناقة في الطريق ، وأما يبعها وذبحها وركوبها في غير مصاحبته ﷺ ، وغير ذلك من التصرفات التي كانت جائزة قبل هذا فهي باقية على الجواز ؛ لأن الشرع إنما ورد بالنهي عن المصاحبة ، فبقي الباقي كما كان .
والمراد هنا : خذوا ما عليها من المتاع ورحلها وآلتها " (6).
المراجع
- راوه أبو دواد [ 5101 ] ، وصححه الألباني في التعليقات الحسان [ 5701 ].
- عون المعبود [ 5/14 ].
- رواه مسلم [ 2595 ].
- زجر للناقة إذا حثثنها على السير . النهاية [ 433/1 ].
- رواه مسلم [ 2596 ].
- شرح النووى على صحيح مسلم [ 107/13] .