1. المقالات
  2. البطل الذي الذي تحدى أقوى ملك في التاريخ!
  3. البطل الذي الذي تحدى أقوى ملك في التاريخ!

البطل الذي الذي تحدى أقوى ملك في التاريخ!

 النمرود والملك الجديد: الطاغية الذي تجاوز كل الحدود!

في الحلقة السابقة، تحدثنا عن النمرود، أحد أعظم الطغاة في التاريخ. ولكن اليوم، سنتعرف على ملكٍ جديد تجاوز النمرود فسادًا وجبروتًا. ملكٌ أُوتي من خزائن الأرض ما لم يُؤتَ أحدٌ قبله، فبُني له قصرٌ على الماء! هذا الملك لم يكتفِ بالقتل والظلم فقط، بل ادّعى الألوهية وأمر بقتل كل من لا يؤمن بأنه إله.

 بطلة قصر فرعون: امرأة بسيطة تُعلِّم الطغاة معنى الإيمان!

في قصر ملك ظالم، كانت تعمل خادمة بسيطة تقوم بتربية بناته وتمشيط شعورهن. هذه المرأة كانت مؤمنة بالله، وذات يوم بينما كانت تمشط شعر إحدى بناته، سقط المشط من يدها وقالت: "بسم الله" فسألتها البنت: "الله أبي؟"

 فردت الخادمة بشجاعة: "كلا، بل الله ربي وربك ورب أبيك!"

وهكذا، بدأت قصة من أعظم قصص الشجاعة في وجه الطغيان.

 مواجهة الأم الشجاعة: عندما صمدت أمام أكبر امتحان للأمومة والإيمان!

لم يغفر الملك لهذه المرأة انكارها لحقيقة لطالما خدع الناس بها، فأمر بإحضارها وسألها:

 "من ربك؟" فأجابت بكل ثقة: "ربي وربك الله". 

وهنا، قرر الملك تعذيبها بطريقة لم يكن يتخيلها أحد. 

فقام بإحضار قدرٍ من نحاس مليء بالزيت المغلي وأمر بإحضار أطفالها الخمسة واحدًا تلو الآخر ليُلقوا في القدر أمام عينيها. 

ولكنها بقيت ثابتة على إيمانها حتى اللحظة الأخيرة، وعندما جاء الدور على طفلها الرضيع، حدثت كرامة نادرة، حيث نطق الرضيع قائلاً: "يا أماه، اصبري، فإنكِ على حق."

وها قد حان الوقت لـتُوضع في القدر وتحترق كما أطفالها..

يقول النبي محمد -ﷺ-:

أنه لما كان في ليلة الإسراء والمعراج تلك الليلة التي رفعه الله فيها إلى السماء جاءته رائحة طيبة.. فسأل الملَك جبريل عنها وقال: "ما هذه الرائحة الطيبة؟" فقال: "إن هذه رائحة الماشطة وأطفالها." (1)

 الملكة المتوجة: التضحية بكل شيء من أجل الإيمان بالله الواحد!

لم يكن الملك يقتل فقط من يكفر به من عامة الناس، بل وصل به الطغيان إلى قتل أفراد عائلته. 

زوجته، الملكة آسية بنت مزاحم، كانت قد أسلمت في الخفاء بعد أن ربت نبي من أنبياء الله.

 عندما علم الملك بذلك، أمر بتعذيبها أمام جميع الناس.

ورغم كل ما تعرضت له من تعذيب وآلام ، بقيت ثابتة على إيمانها، حتى عندما أمر بوضع صخرة كبيرة على ظهرها، رفعت بصرها إلى السماء وقالت:

 "رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة"

 وبعد هذا الدعاء فاضت روحها إلى بارئها قبل أن تُلقى الصخرة على جسدها.

  التحدي الأكبر: مواجهة بين الحق والباطل في ساحة المعركة!

أمام هذا الطاغية، جاء نبيّان من أنبياء الله، موسى وأخوه هارون، ليدعواه إلى التوقف عن الظلم والكفر. 

وقفوا أمام الملك وقالوا له: إنك لست برب، بل ربك وربنا جميعًا هو الله الواحد الأحد!

غضب الملك وأراد أن يثبت جبروته، فجمع أمهر السحرة في البلاد لتحدي النبي موسى. 

وفي يوم التحدي، ألقى السحرة بحبالهم التي سحرت أعين الناس، فجعلوها تبدو كأنها حيّات، ولكن موسى ألقى عصاه فتحولت إلى ثعبان ضخم التهم سحرهم. 

وعندما رأى السحرة هذه الآية العظيمة، أعلنوا إيمانهم بالله رغم علمهم بما سيحدث لهم.

 معجزة الانتصار: عندما انشق البحر لينقذ المؤمنين ويغرق الطغاة!

لم يتوقف الملك عند هذا الحد، بل بدأ بملاحقة النبي موسى ومن آمن معه. حاصرهم على شاطئ البحر، حيث كان البحر أمامهم وجنود الملك خلفهم. ولكن موسى، بثقة لا تتزعزع في الله، قال: "كلا إن معي ربي سيهدين". 

فحدثت المعجزة وانشق البحر إلى قسمين، ليعبر النبي موسى وقومه بأمان، ثم انغلق البحر ليغرق الملك وجنوده.

جثة فرعون المحنطة: عبرة لكل من يتحدى الله!

حتى بعد موته، لم يترك الله فرعون ليُنسى.

قال الله تعالى:

"فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ"

[سورة يونس: 92]

. وتفسير هذه الآية عند بعض المؤرخين يشير إلى أن هذا الملك هو نفسه رمسيس الثاني، الذي ما زالت جثته محفوظة في المتحف المصري حتى اليوم، عبرة لكل من يتكبر ويتجبر.

في زمنٍ امتلأ بالظلم والجور، حيث تجبّر الملوك وادّعوا الألوهية، برز أبطال حقيقيون تحدوا طغيانهم بإيمانٍ لا يهتز وثباتٍ لا يلين. 

في قلب قصر الطغيان، حيث الأرواح تُسحق والضعفاء يُضطهدون، وقفت امرأة مؤمنة شهدت أبشع الفواجع في أحبابها، وأخرى كانت ملكةً ضحت بعرشها من أجل التوحيد.

 ومن بين هذا الظلام، ظهر رجلٌ وأخوه، ليواجهوا ملكًا متجبرًا بكلمة الحق وسط عالمٍ مليء بالخوف. 

ما سرّ هذا الصمود؟ وكيف تحوّلت هذه المواجهة إلى واحدة من أعظم قصص الشجاعة والإيمان في التاريخ؟ استعدوا للغوص في أعماق هذه الملحمة الحقيقية التي تُظهر أن الإيمان بالله هو السلاح الأقوى في وجه الظلم والطغيان!

الطغيان في وجة الإيمان!

في مصر، وبالتحديد عام  1326 قبل الميلاد..

كان هناك ملك  أُوتي من خزائن الأرض وخيراتها  حتى أنه بنى له قصرٌ على الماء!

 و كان معروفًا بقتل الأطفال في  صغرهم، واغتصاب النساء وأخذهم من رجالهم، وكل ما قد يخطر على بالك من أبشع أنواع الظلم والاضطهاد.

لدرجة أنه كان يقتل كل من لا يؤمن  بأنه إله!

كانت تعمل في قصره خادمة تربي بناته وتمشط شعورهن، وكانت قد أسلمت، وآمنت بالله..

و في يوم من الأيام وهي تمشط شعر إحداهن وقع المشط من يديها فقالت وهي تأخذه من الأرض "بسم الله."

 فردت عليها ابنة الملك: "الله أبي."

فلم تتمالك الماشطة غضبها فصاحت وهي تقول: "كلا، بل الله ربي، وربك، ورب أبيك!"

 فذهبت البنت إلى أبيها لتخبره بأمرها، فغضب غضبا شديدا لوجود من يعبد غيره في قصره.. فنادى بإحضارها وسألها: "من ربك؟"

 فقالت: "ربي وربك الله." وهنا  ازداد غضب الملك، وطالبها بالرجوع عن دينها، وهددها بحبسها، وتعذيبها..!

إلا أنها أبت أن ترتد عن الإسلام. حتى أمر الملك جنوده بإحضار قدرٍ من نحاس ثم مُلأه  بالزيت ووضعه على النار حتى يصل إلى درجة الغليان.

ثم قام بإيقافها أمام القدر حتى ترى العذاب بعينيها، فأقبلت هي عليه طمعًا في الشهادة في سبيل الله.. 

ولما رأى ذلك منها استغاظ وأراد قهرها، فأمر بإحضار أبناءها إلى غرفة التعذيب، ثم أخذهم الجنود واحداً تلو الآخر..

فبدأوا بأكبرهم وهو يصيح ويستغيث بأمه، ويتوسل إلى الملك، حتى أُلقيَ في الزيت، والأم تبكي، وتنظر إلى طفلها وهو يحترق، وإخوته يغطون أعينهم خوفًا من هول المنظر.

 ثم نظر إليها الملك، وأمرها بالكفر بدين الله ليعفو عن البقية.

 إلاً أنها أبت، وتمسكت بموقفها، فازداد غضبه أكثر وأكثر، وأمر بالولد الثاني لها، وألقاه في الزيت!

وهكذا فعل مع باقي أبنائها، وعندما وصل الدور على ابنها الرضيع...

كان قلب الأم تفتق حزنًا على أولادها، حتى كاد قلبها أن ينخلع من أحشائها 

 فحدثت كرامة نادرة، وتحدث الرضيع قائلًا: "يا أماه، اصبري، فإنكِ على حق." ثم انقطع صوته بعد أن ألقوا به في القدر..

ثم قاموا بالإتيان بها لتحرق كما أولادها بعد أن أعطت درساً لا ينسى باليقين في ربها.

يقول النبي محمد -ﷺ-:

أنه لما كان في ليلة الإسراء والمعراج تلك الليلة التي رفعه الله فيها إلى السماء جاءته رائحة طيبة.. فسأل الملَك جبريل عنها وقال: "ما هذه الرائحة الطيبة؟" فقال له: "إن هذه رائحة الماشطة وأطفالها." (1)

من قصور الأرض إلى قصور السماء!

لم يكن الملك يقتل من يكفر به من عبيده والأطفال فحسب، بل كان يقتل أيضًا من يكفر به من أهل بيته.

فزوجته كانت قد أسلمت في الخفاء؛ نتاج تربيتها لنبي من أنبياء الله وهو من قام بدعوتها هي والماشطة للإسلام فآمنت كلتاهما بالله.

ولما عرف بذلك جمع القوم وقال لهم: "ماذا تعلمون في زوجتي؟!" فأثنى عليها القوم..

ثم قال لهم: "إنها تعبد إلهًا غيري."

فقالوا له: "اقتلها."

ثم نادى فرعون في جنوده، فأوتدوا لها الأوتاد وشدوا يديها ورجليها ووضعوها تحت أشعة الشمس الحارقة.. وقام بذلّها أمام الناس، وهي التي كانت ملكة متوجة تنعم في مُلك زوجها، و تحت يديها آلاف الجواري والعبيد يخدمونها.

إلاً إنها ضحت بكل هذا بعد أن ذاقت لذة التوحيد، وحلاوة الإيمان، وعلمت تمام العلم مدى حقارة الدنيا ودناءتها، وأن دار البقاء هي الجنة وما دونها مصيره إلى زوال.. 

ثم لم يكتف الملك بكل هذا التعذيب واراد أن ينهي عليها بوضع صخرة كبيرة على ظهرها، وقبل أن تُوضع الصخرة على ظهرها رفعت بصرها إلى السماء ودعت ربها وقالت:

[رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة]

[سورة التحريم(11)]

 طلبت جوار الله ولم تبالِ بالتعذيب والإذلال الذي حدث لها..

وقبل أن تُلقى الصخرة على جسدها رأت منزلها في الجنة؛ ففاضت روحها إلى بارئها، وألقيت الصخرة على جسدٍ لا روح فيه.. (2)(3)

وورد عن النبي -ﷺ- حديثًا يذكرها فيه ويقول عنها أنها من أفضل نساء أهل الجنة. (4)

تساقط الأقزام نهاية النفوذ الزائل!

تخيلوا حال هذا الملك المتجبر الذي يرتعب منه الناس! وتخيلوا حال سيدنا موسى وسيدنا هارون اللذان أرسلا إلى أكثر أهل الأرض شرًّا وفجورًا، إلاً أنهم استجابوا لأمر ربهم وعلموا أن الله يراهم ويحفظهم بعينه التي لا تنام..

جاءوا  إليه، ووقفوا أمامه وقالوا له بكل جرأة: إنك يا من تدعي الألوهية، وتقول أنا ربكم الأعلى

أنت لست بـرب، بل ربك وربي وربنا جميعًا هو الله الواحد الأحد!

وهو الوحيد الذي يستحق العبادة، ولا يحق للعبيد أن يُعبدوا.. 

وأن الله يهددك ويحذرك أن تتوقف عن ظلم الناس، وإلا فستصبح عبره لمن لا يعتبر..

فـيتعجب الجميع من كلامهم حتى الملك نفسه، كيف لهم أن يملكوا كل هذه الجرأة والقوة!!!

فبجرأتهم هذه قد أسقطوا هيبته أمام الملأ...!

فـلما أراد الملك أن يُعيد هيبته لم يكن أمامه إلا أن يجمع أمهر السحرة عنده ليقوموا بتحدٍ فيما بينهم على مرأى من الناس، ووعدهم بتحقيق كل أمانيهم إن فازوا عليهم. فقبلوا التحدي ، وحددوا وقت التجمع. بدأ النزال وألقى السحرة بعض الحبال التي يسحرون بها أعين الناس فيرونها حيَّات. ليلقي بعدها سيدنا موسى عصاه وينصدم فرعون والسحرة، أن العصا تحولت إلى ثعبان ضخم وكبير أرعب كل الحاضرين، وأنهى على سحرهم!

لدرجة أن السحرة حينها رغم علمهم بعاقبة من يخرج عن دين الملك.. إلاً إنهم أعلنوا أمام الملأ كفرهم به، و إيمانهم بالله الواحد الأحد، وذلك مَن صدق وقوة المعجزة التي رأوها بأعينهم (5)

فقام الملك بملاحقتهم والتوعد لهم وكل من آمن معهم، حتى إذا حاصرهم البحر من أمامهم والجنود من خلفهم؛ قال سيدنا موسى -وهو واثق تمام الثقة في ربه-:

[كلا إن معي ربي سيهدين]

[سورة الشعراء 62]

حتى أمره الله -ﷻ- أن يضرب البحر بعصاه فحدثت معجزة، وانقسم البحر إلى قسمين، لينجو بسببه المسلمون، ويغرق بسببه أيضا الملك وأعوانه بعد لحاقه بهم، وينغلق البحر عليهم.. (6)

ليس ذلك فقط فقال الله -ﷻ- في كتابه الكريم:

[فالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ]

[سورة يونس (92)]

وتوجد رواية تاريخية تفسر ذلك، فتقول أن هذا الملك هو نفسه رمسيس الثاني.. التي لا زالت جثته موجودة إلى الآن في المتحف المصري  يراها جميع الناس ويتحركون حولها وهي جثة هامدة. (7)

فكانت عبرة لكل من يتجبر ويتكبر عن أمر الله ويدعي الألوهية.

المراجع

  1. https://al-maktaba.org/book/31...
  2.  https://shamela.ws/book/37431/...
  3.  https://shamela.ws/book/14132/... 
  4. عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون” رواه الترمذي وصححه
  5. https://shamela.ws/book/37043/...
  6.  https://dorar.net/tafseer/26/5
  7.  https://www.islamweb.net/ar/fa... 


المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day