البحث
التاريخ الأسود للغرب ( الحرب الصليبية )
حرب استمرت لمدة 10 أيام ذبحوا فيها 100 ألف إنسان
قاموا فيها بعمل ( إبادات جماعية ) :
52 : 02 إلى 06 : 03
" كان من الصعب عليهم التمييز بين المسلمين والمسيحيين واليهود "
" جماجم القتلى لو جمعت لأقامت أسوارا تعلوا أسوار بيت المقدس "
" إبادة لكل من في المدينة ومن حالفه الحظ ونجا قد أجبر على الخروج منها
( انتهاكات إنسانية ) :
08 : 04 إلى 29 : 04
" كانوا يبتروا بطون النساء ويقطعون أصابعهم "كل هذا وفاءً ( لمعتقداتهم الصليبية ) :
55 : 03 إلى 06 : 04
" إننا وفينا بالنذر لصليبي عندما وصلت دماء المسلمين إلى ركبنا "
بعد الأحداث التي تحدث في غزة الأن
وظهور الوجه الحقيقي الذي كان يخفيه الغرب عنا طوال تلك الأيام.
بإظهار عداوتهم للإسلام والمسلمين ، ومحاباتهم لكل أنواع الإرهاب , بل ودعمهم معنويا , وتمويلهم ماديا لقتل النساء و الأطفال .
تعجب لذلك بعض الناس , قائلين كيف تقوم بذلك بلاد الحريات و رافعة راية الإنسانيات ؟
ليروا بأعينهم أن كل هذه في الحقيقة هي عبارة عن إدعاءات ، وعلى أرض الواقع ليس لها أي تأثيرات .
" من يقرأ التاريخ يستطيع أن يفهم الحاضر ويتوقع المستقبل "
هناك فئة من الناس لم تتعجب كثيرا مما يحدث الآن وهؤلاء هم الذين قرأوا تاريخ الأوروبيين، وأنه كيف تم بناء دولهم كاملة على التطهيرات العرقية , والإبادات البشرية , لأجناس مختلفة من البشر.
مثل أمريكا التي قامت على دماء الهنود الحمر , وفرنسا وبريطانيا اللذين احتلوا دول وقارات كاملة ونهبوا كل ما فيها بدعوى إقامة مستعمرات .
ولا زالت هناك دول يتحكمون بها ، وينهبون ثرواتها إلى الوقت الذي تسمعني فيه الآن .
فلذلك حان الوقت الآن ، لنسافر عبر الزمن لأكثر من تسعمائة عام لمشاهدة حدث دوّنه التاريخ ولن ينساه.
في يوم الجمعة 22 من شعبان سنة 492هـ الموافق 15 يوليو 1099م
تدفَّق الصليبيون بغزارة داخل المدينة المقدسة بعد استطاعتهم فتح أبواب المدينة من الداخل , حاملون أسلحتهم ، يتأهبون لخوض معركة دامية أكثر ما يتشوقون لرؤيته فيها هو الدماء .
وكان ذلك تلبية للدعوة التي أطلقها البابا أوربان الثاني سنة 1095م في كليرمونت جنوب فرنسا من أجل انتزاع القدس وعموم الأراضي المقدسة من أيدي المسلمين وإرجاعها للسيطرة المسيحية يوليو سنة 1099م .
وهنا أنا لن أحكي لكم ما الذي قاموا به ، بل سأنقل لكم ما قالوه هم عن أنفسهم .
يقول غوستاف لوبون في كتابه "الحضارة العربية" صفحة 325 نقلاً عن روايات رهبان ومؤرخين رافقوا الحملة الفرنجية الأولى ما حدث حين دُخُولهم للمدينة المقدسة .
" يقول الراهب روبرت - وهو شاهد عيان لما حدث في بيت المقْدِس - واصفًا سلوك قومه :
"كان قومنا يجوبون الشوارعَ والميادين وسطوح البيوت؛ ليرووا غليلَهم من التقتيل، وذلك كاللَّبُؤات التي خُطِفت صغارُها!
كانوا يذبحون الأولاد والشباب ويقطعونهم إِرْبًا إِرْبًا، وكانوا يشنقون أناسًا كثيرين بحبل واحد؛ بُغية السرعة، وكان قومنا يقبضون كل شيء يجدونه، فيبقرون بطون الموتى؛ ليخرجوا منها قطعًا ذهبية، فيا للشره وحب الذهب!
وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث . "
وقال الكاهن أبوس ريموند داجميل شامتًا :
"حدث ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومُنا على أسواار القدس وبروجها، فقد قطعت رؤوس بعضهم، فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم، وبقرت بطون ، بعد عذابٍ طويل، وكان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم، فلا يَمر المرء إلاَّ على جثث قتلاهم، ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا "
وقال واصفًا مذبحة مسجد عمر :
"لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان، وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك، وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنَّها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها، فإذا اتصلت ذراعٌ بجسم لم يعرف أصلها، ولم يكتفِ الفرسان الأتقياء بذلك، فعقدوا مؤتمرًا أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى ، فأفنوهم على بَكْرَةِ أبيهم في ثمانية أيَّام ولم يَسْتَبْقُوا منهم امرأة ولا ولدًا ولا شيخًا ".
88 عام قاموا فيها بتدنيس المسجد الأقصى بعد أن حولوه إلى اسطبل لخيولهم
ليحتلوا جميع المنطقة ويستغلونها وينهبون ثرواتها بعد أن أبادوا جميع أهلها.
وفي يوم من الأيام وصلت رسالة مهترئة من إحدى المسلمين الأسرى في بيت المقدس في فلسطين إلى ملك مسلم ، كتب فيها :
" يا أيها الملك الذي لمعالم الصلبان نكّس، جاءت إليك ظُلامةٌ تسعى من البيت المقدس، كل المساجد طُهّرت وأنا على شرفي مُنجّس.. نشتاق أن نسمع الأذان من الأقصى! "
ليبكي الملك بكاءً شديداً حتى ابتلت الورقة
كان هذا الملك ملكا هادئ الطبع ، متواضع النفس ، وعادلا في الحكم ، كما كان قويا ، مهابا ، شجاعا .
لا يكتفي بإدارة الجيش من بعيد فقط ، بل كان ينزل يخوض المعارك بنفسه وأولاده أيضا .
كل هذه الصفات جعلته محط الأنظار في العالم الإسلامي والعالم الغربي .
فيقول عنه المستشرق البريطاني ستانلي لين بول :
"لقد أجمع الناس على أنه كان نادر المثال في أخلاقه، فهو – بلا شك – طاهر النفس، شجاع، رقيق الطبع، لين الجانب، رحيم الفؤاد، زاهد في الدنيا، مجاهد، ليس فيه كبر، بل فيه بساطة وورع ".
وبحسب ما تذكر المؤرخة البريطانية كارول هيلينبراند في بحث لها تحت عنوان “تطور أسطورة صلاح الدين في الغرب"
فإن وليام الصوري ، الذي يُعد أشهر مؤرخي الحروب الصليبية، قد ذكر بطل حطين في كتابه، حيث وصفه في أحد المواضع بقوله:
"رجل حاد الذهن، نشط في الحرب، وسخيّ دونما حد".
وفي موضع أخر يصفه قائلاً
"أمير عادل وحازم وحكيم ومتدين وفقاً لتقاليد بني جنسه".
نعم نحن نتحدث عن البطل المسلم صلاح الدين
الذي اهتزت له عروش الصليبيين
وقضى على الظلم وحرر القدس من أيدي المجرمين
والذي لم يصبح فقط بطل للمسلمين بل أيضا بطل للغربيين كما صرحت بذلك مجلة الإيكونمست البريطانية
ماذا فعل صلاح الدين ؟ وكيف استطاع أن يهزم الصليبيين ؟ وما هي عوامل نصر المسلمين ؟ ومن هم الجنود المجهولين ؟
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة في معركة حطين
المراجع
- وثائقي الجزيرة - الحروب الصليبية
- كتاب حطين بقيادة صلاح الدين الأيوبي شوقي أبو خليلوي
- كبيديا - الحملات الصليبية
- كتاب حضارة العرب - غوستاف لوبون
- موقع طريق الإسلام