1. المقالات
  2. البطل الذي الذي تحدى أقوى ملك في التاريخ!
  3. البطل المغوار!

البطل المغوار!

"يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلًا صغيرًا أو شيخا كبيرًا ولا امرأة، ولا تعقروا نخلًا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكله (3)

إنه أول الخلفاء الراشدين وصديق النبي "الحبيب أبو بكر الصديق"، هذه كانت أخلاقهم في الحروب. فما بالك بتعاملاتهم مع الناس في السِّلم؟!

فتجدهم رغم علو مكانهم ومكانتهم؛ متواضعين، شديدي الحرص على الفقراء والمساكين.

وبعده ملك آخر ينبغي التعرف عليه..إنه

رجل استطاع في خلال عشر سنوات فقط في خلافته أن يُعليَّ كلمة الله ورسالة الإسلام، الرسالة التي جاء بها جميع الأنبياء..
في مشارق الأرض، ومغاربها حتى امتدت الدولة الإسلامية.
من بلاد فارس، وحدود الصين شرقًا، إلى مصر وإفريقيا غربًا، ومن بحر قزوين شمالًا، إلى السودان واليمن جنوبًا.
واستطاع أن يهزم  أقوى إمبراطوريتين على وجه الكرة الأرضية حينها: الروم، والفرس.
ومع ذلك كان عادلًا مع غير المسلمين قبل المسلمين في فتوحاته؛ ويذكر التاريخ ذلك موثقًا..
في العهدة العمرية التي تعتبر من أهم الوثائق التاريخية والتي تحطم كل الشائعات التي يروجها أتباع الدَّجال على أن المسلمين يعتدون على غير المسلمين في الحروب، عندما فتح المسلمون إيلياء (القدس) عام 638 للميلاد

كتب فيها كتابًا أمّنهم فيه على أنفسهم، وكنائسهم، وممتلكاتهم؛ ما لم يفعله غيره في أي عصر من العصور. (1)

إنه من أفضل الناس بعد الأنبياء، وثاني الخلفاء الراشدين؛ وسماه الرسول بـ"الفاروق" ومعناه: الرجل الذي يفرَّق بين الحق والباطل.

إنه سيدنا «عمر بن الخطاب». عمر الذي دوّنت شجاعته أقلام التاريخ، وقد سأل الرسول في يوم من الأيام، في بداية الإسلام وقال له: "ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا؟"

‏قال له النبي: "بلى، والذي نفسي بيده، إنكم على الحق وإن متم أو حييتم."

فرد عمر قائلًا: "ففيم ‏الاختفاء؟" - وكانوا يتخفون من الكفار في مكة  لكثرة عددهم وعتادهم - حتى قال: "والذي بعثك بالحق لنخرجن.."

فخرجوا إلى الكعبة في صفين؛ صف يتقدمه عمر الفاروق -رضي الله عنه- وصف آخر يتقدمه حمزة بن عبد المطلب الملقب بـ"أسد الله"

  وخرج المسلمون معهم يكبرون، ويهللون؛ الله اكبر..

وطافوا بالكعبة حينها أمام أعين الكفار وهم واقفون في أماكنهم، يعتريهم الحزن، و يملأهم الغضب. ورغم ذلك لم يستطع أحدٌ منهم حتى أن يقترب منهم؛  لخوفهم من قوة عمر وحمزة. (2) إنه عمر … وما أدراكم من عمر.

 ومن مواقفه الخالدة أيضا: -

عندما ذهب عمر بن الخطاب إلى مكة ليحج؛ زار بيت صديق له يُسمى "صفوان بن أمية" وكان معروفًا بكرمه.. فقام فصنع له وليمة ضخمة، ليقدمها له، وعندما جاء بها الخدم؛ سأل الفاروق صفوان -قبل أن يأكل لقمة واحدة- عمّا إذا كان قد أكل الخدم من الطعام.. فعندما علم أنهم لم يأكلوا بعد، لم يرضَ أن يأكل لقمة واحدة، حتى يجمع المساكين، والعبيد، ليأكلوا جميعًا معه...! ها هو خليفة المؤمنين يجلس ليأكل مع الفقراء والمساكين، بل ليس ذلك فقط ووصل به الأمر أنه كان يسأل من هم تحته من الأمراء عن الشعب؛ فمن كان منهم لا يخدم العبيد ويقوي الضعيف؛ يقوم بإزالته من منصبه.

فإذا جاء إليه وفد سألهم عن أميرهم

فيقولون: "خيرًا"

 فيقول: "هل يعود مرضاكم؟"

 فيقولون: "نعم."

 فيقول: "هل يعود العبد؟"

فيقولون: "نعم."

 فيقول: "كيف صنيعه بالضعيف؟ هل يجلس على بابه؟"

فإن قالوا لخصلة واحدة منها: لا، عزله من منصبه..

وعندما ذهب عمر - رضي الله عنه- إلى الشام وهو خليفة، تلقّاه عُلَماؤها وكُبَراؤها تلقِّ الملوك، وكيف لا وهو صديق رسول الله -ﷺ- وأحد العشرة المبشرين بالجنة!

وقالوا له: "اركَبْ هذه الدابة العظيمة حتى يَرَاك النَّاسُ عليها!"

 فقال: "إنَّكم ترون الأمرَ من هاهنا، يقصد الدنيا وما فيها من جاه ومال..

و إنَّما الأمرُ من هاهنا وأشار بيَدِه إلى السَّماءِ، خَلُّوا سبيلي!" (4) فلم يكن حريصًا على إعجاب الناس، بقدر حرصه على إرضاء رب الناس. فعاش حياته كلها في تطبيق عملي للإسلام، وقُتِل شهيدًا بست طعناتٍ من خنجر أبي لؤلؤة المجوسي، وهو يصلي بالناس صلاة الفجر. (5) فعندما لم يستطيعوا أن يغلبوه في الحروب والميادين؛ قتلوه وهو واقفًا يصلي.

 هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون الذين يجب عليك أن تبحث عنهم وتقرأ سيرهم، وتقتدي بحياتهم..

هم من حاربوا الشر في العالم وليس هؤلاء..

هم من تحدوا الظلم وجاهدوا في إزالته وليس هؤلاء..

هم من صبروا على نشر الحق وإبطال الباطل وليس هؤلاء..

هم من بذلوا أعمارهم وأموالهم وحياتهم لإيصال رسالة الحق لك وليس هؤلاء

 بل وصل بهم إلى تجسيد الأنبياء في الأفلام ودس السم في العسل ليزوّرا التاريخ، ويختلقوا قصصًا خرافية مثل ما حدث مع الفيلم الذي أطلقته Netflix "المسيح"

وليس هذا فقط، بل وصل بهم الأمر إلى جعل الأنبياء -عياذًا بالله- شواذًّا ومخانيث..

مثل ما يقوم به الكثير من المنحرفين الليبراليين الآن بادعاء أن النبي عيسى -عليه السلام_ شاذ، وحاشاه!ونشر شبهات وإشاعات عن النبي -ﷺ- فحواها أنه مجرم حرب، مضطهد للنساء، مغتصب للأطفال، وأن الصحابة نشروا الإسلام بالسيف فقط.. وأن المسلمين إرهابيون..

وغيرها الكثير من الأمور التي تُختلق والتي يُلاحظها كلُّ من سمع أفلام هوليوود.

وهنا دعونا نبشركم بشارةً أخيرة.. 

مهما فعل هؤلاء المجرمون من محاولات لطمس الحقيقة وإخفائها عنكم؛ فإننا سنحاول أضعاف أضعاف محاولاتهم كي نظهرها واضحة جلية..

وإنكم فور ما سمعتم عن الأبطال الحقيقيين، وتأكدتم بالدليل العقلي صِدقنا، وكذبهم، وحقيقة وهدف رسالتهم؛ سيتحطم ما بنوه بمساعدة شياطينهم عبر عشرات السنين في طرفة عين..

وكما قال ربنا -تبارك وتعالى-:

{إن كيد الشيطان كان ضعيفًا}

 [سورة النساء 76]

ولذلك اعلموا أن النهاية قد اقتربت فأعدوا العدة واستعدوا لرؤيتهم يسقطون..

ماذا يفعل الله بهم وكيف بدأ العد التنازلي لهلاكهم؟!

هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة إن شاء الله.


المراجع

  1.  كتاب الجامع الصحيح للسيرة النبوية - سعد المرصفي - الجزء الرابع - صفحة 1754https://shamela.ws/book/17666/...
  2. كتاب التعليق على الرحيق المختوم - محمود الملاح - صفحة 133https://shamela.ws/book/14572/...
  3. كتاب أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين ت شيحا - محمد رضا - صفحة 29https://shamela.ws/book/7472/2...
  4. كتاب السياسة الشرعية - جامعة المدينة - صفحة 701https://shamela.ws/book/11313/...
  5. كتاب دروس للشيخ صالح المغامسي - جزء 42 - صفحة 3https://shamela.ws/book/37431/...

المقال السابق

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day