1. المقالات
  2. حملة صالحون مصلحون
  3. كيف يتحول الصالح إلى مصلح ؟

كيف يتحول الصالح إلى مصلح ؟

6706 2011/11/19 2024/11/21
المقال مترجم الى : English Español

 

إنّ الحمد لله، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله .

 

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران 102 ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء 1 ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗوَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) الأحزاب 70 - 71 .

 

أما بعد ، فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، و أحسن الهدي هدي محمد ، و شر الأمور محدثاتها ، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار .

 

قال تعالى : ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚوَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚوَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾ . آل عمران 104 - 108

 

رأيت الدهر منقلب يدور ........... فلا حزن يدوم و لا سرور
رأيت الناس كلهم سكارى ........... و كأس الموت بينهم يدور

فوا عجبي لمن يسهو و يلهو ..... و يعلم أن مسكنه القبور

فكم بنت الملوك لها قصور..........   فما بقت الملوك و لا القصور

 

 

كانت الفكرة تدور حول كيف يتحول الصالح إلى مصلح ؟ ، و كيف تتحرك الهمم لنصرة دين الله و رسوله ؟ ، و كيف نقضي على السلبية التي انتشرت بين المسلمين ؟ ، و يكون لكل مسلم دور فعال في نصرة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ، و ما هو الطريق الواضح إلى أن يكون الإنسان صالحًا مصلحًا ؟ .

 

و من هنا كانت هذه السلسلة التي حاولنا فيها أن نبذل كل الجهد حتى تخرج بهذا الشكل و حاولنا قدر المستطاع التبسيط و الاختصار و الاقتصار على ما يفيد  ، داعين الله سبحانه و تعالى أن يتقبل منا هذا الجهد البسيط و أن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ، و أن يبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه و تسود وجوه .

فهيا بنا نتحول إلى صالحون و مصلحون .

 

 

البداية أهمية وجود الصالحين في المجتمع :

 

صالحون مصلحون كلمة جميلة تشعر الإنسان بالأمان .

 

لكن هل كل الصالحين مصلحين ؟ ، و هل كل المصلحين مصلحين ؟

 

و الصالحين صفة مشتركة بين جميع الأنبياء ؛

 

قال الله في إبراهيم عليه السلام  : ( وَ لَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ  ) البقرة 130 .

و يحى عليه السلام  : ( سَيِّدًا وَ حَصُورًا وَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ) آل عمران 39 .

و عيسى عليه السلام : ( و َيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) آل عمران 46.

 

و الصالحين في ولاية الله ؛ قال تعالى : ( إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ) الأعراف 196.

 

و تمنى سليمان أن يكون مع الصالحين : ( وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ) النمل 19 .

و كانت أمنية يوسف عليه السلام : ( تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَ أَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) يوسف 101 .

 

و جعل الله الدخول في  زمرة الصالحين جزاء و ثوابا لعمل الخير و الإيمان ، فقال تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ ) العنكبوت 9 .

و قال في يونس عليه السلام : ( فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ) القلم 50 .

 

إذا الصالحين هم الأنبياء و من تبعهم ؛ لكن هل كانوا صالحين فقط ؟ ، نقول : لا ، بل كانوا صالحين مصلحين ، لأن الإصلاح هو مهنة الأنبياء عليهم السلام .

 

و قد فرق الله بين المفسدين الذين يدعون أنّهم مصلحين ، فقال : ( وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ  أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ) البقرة 11 .

 

 

 و أن يكون الإنسان صالح فقط لا يكفي .

 

عَن زينبَ بنتِ جحشٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ دخل يَوْمًا فَزِعًا يَقُولُ : « لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيلٌ للعربِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَ مَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ » ، وَ حَلَّقَ بِأُصْبَعَيْهِ : الْإِبْهَامَ وَ الَّتِي تَلِيهَا. قَالَتْ  زَيْنَبُ : فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَنُهْلَكُ وَ فِينَا الصَّالِحُونَ ؟ ، قَالَ: « نَعَمْ إِذا كثُرَ الخَبَثُ » . مُتَّفق عَلَيْهِ

 

و الخبث لا يكثر إلا لغياب المصلحين ، الصالحين كثير و كل في شأنه و الخبث يكثر و الشيطان يلعب دوره ، لكن وجود  المصلحين أمان من العذاب و الهلاك ، قال تعالى : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ) هود 117 .

 

فكلما كثر عدد المصلحين كلما كثر الخير و الأمان ، فهيا بنا إخوة الإسلام نغير من أنفسنا و من مجتمعنا بأن نكون صالحون مصلحون .

 

اعلم أخي الحبيب أن الطريق مليء بالعقبات و الصعاب ، فاجعل زادك في هذا الطريق تقوى الله و الصبر ؛ قال تعالى : (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ وَ لَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَأُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ مِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًاوَ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) آل عمران 186 .

 

 

و بإذن الله ستكون الموضوعات على هذا الترتيب :

 

يبدأ المسلم في اختيار من يصاحب ، ثم ينظر في حال بيته و يصلحه أولًا قبل أن يصلح بيوت الناس ، ثم ينظر فيما عليه أن يعامل به الناس من حسن الأدب و حقوق المسلمين ، ثم يبدأ في معرفه آداب النصيحة ، فإذا نصح الناس سيتعرض للجدال والخلاف و الهجر ، فما هي ضوابط و حدود الخلاف و الجدال و الهجر ؟ .

 

و على الله قصد السبيل .

 

المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day