البحث
وكان صلى الله عليه وسلم يقر المزاح بين نسائه، ويتبسم لذلك:
قالت عائشة رضي الله عنها:
زارتنا سودة يوماً، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني وبينها، إحدى رجليه في حجري، والأخرى في حجرها، فعملت لها حريرة [حساء مطبوخ من الدقيق والدسم والماء]، فقلت: كلي، فأبت، فقلت: والله لتأكلن، او لألطخن وجهك، فأبت فأخذت من القصعة شيئاً، فلطخت به وجههاً، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع فخذه لها، وقال لسودة: الطخي وجههاً، فلطخت وجهي، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً، فإذا عمر يقول: يا عبد الله بن عمر، يا عبد الله بن عمر، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قوماً غسلاً وجوهكما؛ فلا أحسب عمر إلا داخلاً".
ولو حدث مثل هذا من هذا الزمان من امرأتين، وزوجهما جالس بينهما؛ فربما طلقهما جهلاً منه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة زوجاته، حيث كان يداعبهن ويضاحكهن.
ولو حدث مثل هذا في هذا الزمان من امرأتين، وزوجهما جالس بينهما؛ فربما طلقهما جهلاً منه بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة زوجاته، حيث كان يداعبهن ويضاحكهن.
وفي هذا الحديث: تفاعل النبي صلى الله عليه وسلم مع جو المرح، وعدل النبي صلى الله عليه وسلم في المرح والمباسطة.
فمع أنه صلى الله عليه وسلم يحب عائشة أكثر من غيرها، لم يجعله ذلك يميل إليها في الظاهر، بل ساعد زوجته الأخرى سودة لتلطخ وجه عائشة بالطعام، وحصل ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم، وساد المجلس جو من المرح والضحك والسرور.
ومن ملاطفته وفكاهته صلى الله عليه وسلم مع زوجاته: حديث كلثوم بن المصطلق قال: كانت زينب تفلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده امرأة عثمان بن مظعون ونساء من المهاجرات، وهن يشتكين منازلهن أنهن يخرجن منها، ويضيق عليهن فيها، فتكلمت زينب، وتركت رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك لست تكلمين بعينيك، تكلمي، واعملي عملك"، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أن يورث من المهاجرين النساء.
وفي هذا حسن ممازحته صلى الله عليه وسلم لزوجته.