البحث
وحث على تعاهد الجيران بالطعام
عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، وتعاهد جيرانك
وفي لفظ آخر قال:
"إن خليلي صلى الله عليه وسلم أوصاني إذا طبخت مرقاً فأكثر ماءه، ثم انظر أهل بيت من جيرانك، فأصبهم منها بمعروف
وكم من الناس من يغفل عن هذا الأمر، فلا يتعاهد جيرانه بالطعام، مع انه قد يصنع ما يزيد على حاجته، ثم يرمي باقيه في القمامة، وفي جيرانه من قد يبيت على الطوى لا يجد ما يسد جوعته.
وهذا مناف لحق الجيرة، وأدب المروءة،
فعن ابن عباس رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما آمن بي: من بات شبعات، وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به
ناري ونار الجار واحدة وإليه قبلي ينزل القدر
ما ضر جاراً لي أجاوره أن لا يكون لبابه ستر
أغضي إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخدر
ومن حثه صلى الله عليه وسلم على تعاهد الجيران بالطعام، ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قالت أم سليم:
أذهب إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقل له: إن رأيت أن تغدى عندنا فافعل قال: فجئته فبلغته فقال: "ومن عندي" قلت: نعم. فقال: "انهضوا". قال: فجئت، فدخلت على أم سليم، وأنا لدهش لمن أقبل مع رسول الله. فقالت أم سليم: ما صنعت يا أنس؟! فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثر ذلك، فقال: "هل عندك سمن؟". قالت: نعم، قد كان منه عندي عكة فيها شيء من سمن. قال: "فأت بها". فجئته بها ففتح رباطها، ثم قال: "بسم الله، اللهم أعظم فيها البركة", فقال: اقلبيها، فقلبتها، فعصرها نبي الله صلى الله عليه وسلم وهو يسمي. قال: فأخذت نقع قدر، فأكل منها بضع وثمانون رجلاً. ففضل فيها فضل، فدفعها إلى أم سليم فقال: "كلي، وأطعمي جيرانك".