البحث
وكان يضرب للسائل المثال من واقعه؛ ليتضح له المقال ،بأسلوب حكيم مقنع
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي ﷺ فقال:
يا رسول الله ولدلي غلام أسود[وإني أنكرته] فقال:( هل لك من إبل؟) قال: نعم .قال:( ما ألوانها؟) قال: حمر قال:( هل فيها من أورق؟)[1] قال: نعم .قال:( فأنى ذلك؟)[2] قال: لعله نزعه عرق.[3] قال:( فلعل ابنك هذا نزعه عرق)[4]
قال ابن الحجر( هذا الرجل لم يرد قذفا، بل جاء سائل مستفتيا عن الحكم لما وقع له من الريبة، فلما ضرب له المثل أذعن)[5]
من فوائد الحديث:
فيه: تقديم حكم الفراش على ما يشعر به مخالفة الشبه، فيلحق الولد الزوج، وإن خالف لونه لونه، حتى لو كان الأب أبيض، والولد أسود، أو عكسه لحقه.
وفيه: أنه لا يحل له نفيه بمجرد المخالفة في اللون.
وفيه: الاحتياط للأنساب.
وفيه: الزجر عن تحقيق ظن السوء.
وفيه:إثبات القياس، والاعتبار بالأشباه.
وفيه: ضرب المثل، وتشبيه المجهول بالمعلوم تقريبا لفهم السائل.[6]
المراجع
- الأوراق من الإبل: الذي في لونه بياض إلى سواد. والورقة: سواد في غبرة، وقيل: سواد وبياض كدخان الرمث[نوع من النبات] لسان العرب[376/10]
- أي: من أين أتاها اللون الذي خالفها. هل هو بسبب فحل من غير لونها طرأ عليها أو لأمر أخر؟
- أي: لعله أن يكون في أصولها ما هو باللون المذكور في اجتذبه إليه فجاء على لونه.؟
- رواه البخاري[5309]ومسلم[1500]
- فتح الباري[444/9]
- فتح الباري[444/9]، شرح النووي على صحيح مسلم[134/10]