البحث
تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الضيوف والمستضيفين
أولاً: النبي صلى الله عليه وسلم مضيفاً:
قد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأكرمهم، وأوسعهم إعطاء، وأحسنهم سخاء، لا سيما في مواسم الخير؛
يقول ابن عباس رضي الله عنهما:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان". إن جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة.
(المرسلة) أي: المطلقة يعني أنه في الإسراع بالجود أسرع من الريح.
وقال أنس بن مالك رضي الله عنه:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس"
وإن من أخص خصائص الأجواد: إكرام الضيفان، "العرب لم تكن تعد الجود إلا قرى الضيف، وإطعام الطعام؛ ولا تعد السخي من لم يكن فيه ذلك؛ حتى إن أحدهم ربما سار في طلب الضيف الميل، والميلين".
وهذه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها؛ وهي أعلم الناس به؛ تصفه؛ فتقول:
"فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".
"الكل" هو من لا يستقل بأمره، فيدخل إليه: الإنفاق على الضعيف، واليتيم، والعيال، وغير ذلك.
"وتكسب المعدوم" أي: الفقير؛ لأن المعدوم لا يكسب، ومعناها: تعطي الناس ما لا يجدونه عند غيرك.
فذكرت خديجة رضي الله عنها من جملة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم: (قرى الضيف)
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس إكراماً لضيفه، ومعاملة لوفده.