البحث
وكان صلى الله عليه وسلم يجالس ضيوفه ويضحك معهم ويتبسط معهم في الحديث
عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نزل بنا ضيف بدوي فجلس به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمام بينوته.
فجعل يسأله عن الناس كيق فرحهم بالإسلام، وكيف حدبهم في الصلاة، فما زال يخبره من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله نضراً.
حتى إذا انتفخ النهار، وحال أكل الطعام، دعاني فأشار إلي مستخفياً لا يأتوا: "أن أئت بيت عائشة رضي الله عنها، فأخبر أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفاً.
قال: والذي بعثك بالهدى، ودين الحق ما أصبح في بيتنا شيء يأكله أحد من الناس.
فردني إلى نسائه، كلهت يتعذرن بما اعتذرت به عائشة رضي الله عنها حتى رأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم كسف.
وكان البدوي عاقلاً، ففطن، فما زال البدوي يعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال: إنا أهل البادية معانون في زماننا لسنا كأهل الحضر، إنما يكفي أحدنا القبضة من التمر يشرب عليها الشربة من اللبن، فذلك الخصب فمرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت كنا نسميها ثمراء، فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمهخا وقال: "ثمرا ثمرا"
فأقبلت إليه تحمحم، فأخذ برجلها ومسح ضرعها وقال: "باسم الله".
فحفلت، فدعاني بمحلب لنا، فأتيته به، فحلب وقال: "باسم الله" فملأه.
ثم قال: "ادفع باسم الله".
فدفعت إلى الضيف فشرب منه شربة ضخمة، ثم أراد أن يضعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عل"، فعاد ثم أرا أن يضعه، فقال له رسول الله: "عل"، فكرر حتى امتلأ، وشرب ما شاء الله.
ثم حلب فيخ وقال: "باسم الله"، وملأه ثم قال: "أبلغ هذا عائشة، فلتشرب منه ما بدا لها".
ثم رجعت إليه فحلب فيه وقال: "باسم الله" فملأه ثم أرسلني إلى نسائه، كلما شربت امرأة ردني إلى الأخرى، وقال: "باسم الله" حتى ردهن كلهن.
ثم رددت إليه.
فقال: "ارفع إلي" فرفعته فقال: "باسم الله" فشرب ما شاء، ثم أعطاني، فلم آل أن أضع شفتي على درج القدح فشربت شراباً أحلى من العسل، وأطيب من المسك، وقال: "اللهم بارك لأهلها فيها". يعني: العنز