1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ويعفو عمن حاول قتله منهم

ويعفو عمن حاول قتله منهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
165 2024/05/07 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

عن جابر بن عبد  الله رضي الله عنهما

أنه غزا مع رسول الله ﷺ قبل نجد، فلما قفل رسول الله ﷺ قفل معه، فأدركتهم القائلة[1] في واد كثير العضاه[2] فنزل رسول الله ﷺ، وتفرق الناس في العضاه يستظلون بالشجر، ونزل رسول الله ﷺ تحت سمرو[3] فعلق بها سيفه.

قال جابر: فنمنا نومة، ثم غذا رسول الله ﷺ يدعونا، فجئناه فإذا عنده أعرابي جالس[4].

فقال رسول الله ﷺ :( إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم، فاستيقظت وهو في يده صلتا[5].فقال لي: تخافني؟ قلت:لا. فقال لي: من يمنعك مني؟ قلت:( الله)، ثلاثا. فشام السيف. فها هو ذا جالس[6] ثم لم يعاقبه رسول اللهﷺ[7]

وفي رواية: فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله ﷺ، وقال:( من يمنعك؟)قال: كن خير آخذ. قال:( تشهد أن لا إله الله، وأني رسول الله؟) قال: أعاهدك على أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك؟ قال: فخلىرسول الله ﷺ سبيله، فجاء إلى قومه، فقال: جئتكم من عند خير الناس[8] فمن عليه النبيﷺ لشدة رغبته في استئلاف الكفار؛ ليدخلوا في الإسلام، ولم يؤاخذه بما صنع، بل عفا عنه.

ومن فوائد الحديث

فيه: ترك الإمام معاقبة من جفا عليه وتوعده إن شاء، والعفو عنه إن أحب.

وفيه: صبر الرسول ﷺ، وحلمه وصفحه عن الجهال.

وفيه: شجاعته، وبأسه، وثبات نفسه صلى الله عليه، ويقينه أن الله ينصره، ويظهره على الدين كله[9]

المراجع

  1. أي: وسط النهار وشدة الحر
  2. وهو كل شجر عظيم له شوك النهاية[255/3]
  3. أي: شجرة كثيرة الورق
  4. هو غورث بن الحارث؛ كما في رواية الحاكم
  5.  أي مسلولا
  6.  المراد أغمده، وهذه الكلمة من الأضداد، يقال شامه إذا أغمده. لسان العرب[330/12]
  7. وكأن الأعرابي لما شاهد ذلك الثبات العظيم، وعرف أنه حيل بينه وبينه؛ تحقق صدقه، وعلم أنه لا يصل إليه، فألقى السلاح، وأمكن من نفسه. فتح الباري[427/7]
  8. رواه البخاري[2910] ومسلم[843]
  9. رواه الحاكم[44322] وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في التعليقات الحسان[2872]
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day