1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وبالجملة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقتفي أثر أبيه إبراهيم عليه السلام في قرى الضيف

وبالجملة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقتفي أثر أبيه إبراهيم عليه السلام في قرى الضيف

الكاتب : محمد صالح المنجد
471 2023/05/27 2023/05/27
المقال مترجم الى : English

وقد قص الله تعالى علينا قصة أبي الضيفان إبراهيم عليه السلام مع ضيوفه، فقال:

{هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَٰهِيمَ ٱلْمُكْرَمِينَ ﴿٢٤﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَٰمًا ۖ قَالَ سَلَٰمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ ﴿٢٥﴾ فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ فَجَآءَ بِعِجْلٍۢ سَمِينٍۢ ﴿٢٦﴾ فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴿٢٧﴾ فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَٰمٍ عَلِيمٍۢ }

[الذاريات: 24-28]

وقد اشتملت هذه القصة على عدد من آداب الضيافة:

أولاً: أنه قرب الطعام إليهم؛ ولم يأمرهم بالقيام إلى الطعام {فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيْهِمْ} حتى يكفيهم مؤنة الإتيان إلى الطعام.

ثانياً: السرعة في الإتيان بالطعام؛ حيث قال: {فَجَآءَ بِعِجْلٍۢ سَمِينٍۢ} ولم يقل: "ثم جاء"؛

ثالثاً: إحضار الطعام بدون إعلامهم؛ لئلا يحرجوا، قال تعالى: {فَرَاغَ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ}، أي انسل خفية، وأتاهم بالطعام.

رابعاً: اختيار أحسن الطعام: {فَجَآءَ بِعِجْلٍۢ سَمِينٍۢ}، وفي الآية الأخرى:

{فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍۢ}

[هود: 69]

و(الحنيذ): المشوي على الحجارة المحماة، وهو ألذ الطعام، وأصحه.

خامساً: أسلوب العرض الطيب: {فَقَرَّبَهُۥٓ إِلَيْهِمْ}؛ فيه الرفق في وضع الطعام؛

{أَلَا تَأْكُلُونَ} وهي دعوة الأضياف للطعام في غاية اللطف.

سادساً: قوله: {قَالَ سَلَٰمٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} أي: الضيفوف الذين لا أعرفهم فهو يرحب بمن يعرف، وبمن لا يعرف، وهذا من كرمه صلى الله عليه وسلم؛ فهو يكرم الجميع، ومجيئه لأضياف لا يعرفهم بعجل سمين غاية في الكرم والجود.

فهذه جملة من آداب الضيافة في تلك القصة، والسنة النبوية مليئة بالمواقف التي تجلى فيها أدب النبي صلى الله عليه وسلم واضحاً، سواء أضاف أحداً أو حل عليه ضيفاً؛ فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

بحسن البشر تبتدر الضيوف                            وبسط الوجه أول من يضيف

ونخدمه بأعيننا، ونبقى                                  عليه بكل مكرمة نطوف

وحين أزوره حباً فإني                                   كريم في زيارته عفيف

وللضيفان حق مستحق                                  بكل الخير تنبسط الكفوف

ونكرمهم بأنفس ما لدينا                                  قرانا بين أيديهم صنوف

وقد وصى النبي بهم كثيراً                              فحقهم يصان، ولا نحيف

ويوم الخندق المشهود جاءوا                            لدعوة جابر عدد كثيف

وبورك في الطعام لهم، فوفى                           ولو زادوا لزاد وهم ألوف

ويأتيهم رسول الله ضيفاً                                 ليهن صحابه الضيف الشريف

 ويقبل دعوة الداعي، وإن لم                             يكن في وسعه إلا الرغيف

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day