1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان يجالسهم ويضحك معهم ويتبسط معهم في الحديث، وينزل عليه الضيف منهم فأحسن ضيافته وإكرامه

وكان يجالسهم ويضحك معهم ويتبسط معهم في الحديث، وينزل عليه الضيف منهم فأحسن ضيافته وإكرامه

الكاتب : محمد صالح المنجد
194 2024/05/12 2024/12/02
المقال مترجم الى : English


فعن أبي هريرة رضي الله عنه

أن النبيﷺكان يوما يحدث وعنده رجل من أهل البادية( أن رجلا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: أولست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكني أحب أن أزرع . قال: فأسرع وبذر فبادر الطرف نباته واستوائه واتس حصاده، فكان أمثال الجبال[1] فيقول الله : دونك يا ابن آدم فإنه لا يشبعك شيء) 

فقال الأعرابي:والله لا تجدد إلا قرشيا أو أنصاريا، فإ نهم أصحاب زرع، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرع! فضحك النبي ﷺ[2]أي من فطانة البدوي،وجوابه البديعي[3]

وعن ثوبان مولى رسول الله ﷺ قال: نزل بنا ضيف بدوي، فجلس به رسول الله ﷺ، وأمام بيوته فجعل يشأله عن الناس كيف فرحهم بالإسلام، وكيف حدبهم في الصلاة، فما زال يخبره من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله نضرا حتى إذا انتفخ النهار، وحان أكل الطعام أن يؤكل ، دعاني، فأشار إلي مستخفيا لا يألوا:( أن ائت بيت عائشة رضي الله عنهما، فأخبرها أن رسول الله ﷺ ضيفا) قالت: والذي بعثك بالهدى  ودين الحق ما أصبح في بيتنا شيء يأكله أحد من الناس فرني إلى نسائه، كلهن يعتذرن بما اعتذر به عائشة رضي الله عنهما، حتى رأيت لون رسول الله ﷺ كسف.

وكان البدوي عاقلا ففطن، فما زال البدوي يعارض رسول الله ﷺ حتى قال: إنا أهل البادية معانون في زماننا، لسنا كأهل الحضر، إنما يكفي أحدنا القبضة من التمر يشرب عليها الشربة من اللبن، فذلك الخصب[ 4] فمرت عند ذلك عنز  لنا قد احتلبت، كنا نسميها ثمراء، فدعا بها رسول الله ﷺ باسمها وقال:( ثمرا، ثمرا) فأقبلت إليه تحمحم، فأخذ برجلها ومسح ضرعها وقال:( باسم الله) فحلفت، فدعاني بمحلب لنا، فأتيته به، فيحلب وقال:( باسم الله) فملأه ثم قال:( ادفع باسم الله) فدفعت إلى الضيف فشرب منه شربة ضخمة، ثم أراد أن يضعه، فقال له رسول الله ﷺ:( على)[5] فعاد 

ثم أراد أن يضعه فقال له رسول الله:( على) فكر حتى امتلأ وشرب ما شاء الله.

ثم حلب فيه وقال:( باسم الله) وملأه ثم قال:( أبلغ هذا عائشة، فلتشرب منه ما بدا لها)

ثم رجعت إليه في حلب فبه وقال:( باسم الله)، فملأه،ثم أرسلني إلى نسائه، كلما شربت امرأة ردني إلى الأخرى، وقال(باسم الله) فملأه ثم أرسلني إلى نسائه، كلما شربت امرأةردني إلى الأخرى، وقال:( باسم الله) حتى ردهن كلهن.

ثم رددت إليه. فقال:( ارفع إلى) فرفعته فقال:( باسم الله) فشرب ما شاء الله، ثم أعطاني، فلم آل أن أضع شفتي على درج القدح، فشربت شرابا أحلى من العسل، وأطيب من المسك، وقال:( اللهم بارك لأهلها فيها) يعني: العنز[6]

المراجع

  1. أي: أنه أذن له في الزرع فبذر في الحال، ولم يكن بين لك وبين استواء الزرع، وإنجاز أمره كله من القلع والحصاد والتذرية والمجمع والتكويم إلا قدر لمحة البصر فتح الباري[27/5]
  2.  رواه البخاري[2348]
  3.  مرقاة المفاتيح[3600/9]
  4.  أي: إذا وجد تمر وعليه ماء أو لين، فهذا أعلى شيء وهذا هو الخصب وفيه حسن خلق هذا البدوى وحصافة عقله وطيب كلامه
  5.  من العلل: وهو الشرب بعد الشرب. النهاية[559/3]
  6.  رواه الآجري في كتاب الشريعة[1048] وصححه الألباني في الصحيحة[1977] وقد سبق
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day