1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ومن الأمور التي ظهرت من المنافقين فى هذه الغزوة : الاستهزاء بالؤمنين

ومن الأمور التي ظهرت من المنافقين فى هذه الغزوة : الاستهزاء بالؤمنين

الكاتب : محمد صالح المنجد
119 2024/07/25 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

ولقد قابل النبي ﷺ هذا الاستهزاء بشدة وحزم : 

عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال :

قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوماً: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء، لا أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسنة ، ولا أجبن عند اللقاء(1) . فقال رجل فى المجلس: كذبت ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله ﷺ . فبلغ ذلك النبى ﷺ ، ونزل القرآن . قال عبد الله : فأنا رأيته متعلقاً بحقب(2) ناقة رسول الله ﷺ تنكبه الحجارة وهو يقول : يارسول الله : " إنما كنا نخوض ونلعب " (3) .

ورسول الله ﷺ ، يقول :

أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ

[ التوبة : 65 ](4) .

يقول الله تعالى فى كتابه الكريم :

وَلَئِن سَأَلۡتَهُمۡ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ[65] لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ إِن نَّعۡفُ عَن طَآئِفَةٖ مِّنكُمۡ نُعَذِّبۡ طَآئِفَةَۢ بِأَنَّهُمۡ كَانُواْ مُجۡرِمِينَ

[ التوبة : 65 -66].

  فالاستهزاء بدين الله من علامات المنافقين . 

والاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفر مخرج عن الدين ، لأن أصل الدين مبنى على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسوله ، والاستهزاء بشىء من ذلك مناف لهذا الأصل ، ومناقض له أشد المناقضة.

ولهذا لما جاءوا إلى رسول الله ﷺ يعتذرون بهذه المقالة ، كان رسول الله ﷺ لا يزيدهم على 

قوله :

أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ تَسۡتَهۡزِءُونَ[65] لَا تَعۡتَذِرُواْ قَدۡ كَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡۚ [ التوبة : 65 -66].

[ التوبة : 65 -66].

وقد يقول قائل : الذى فى القصة ليس استهزاء بالدين مباشرة ، وإنما هو استهزاء بأشخاص . 

فنقول : إنه ليس استهزاء بهم لأجل أشخاصهم ، أو قبائلهم ، وإنما هو استهزاء بهم لأجل دينهم ، بدليل قولهم : ( ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ) . 

وقد سميت سورة التوبة بالفاضحة ، لأنها فضحت المنافقين ، وكشفت أسرارهم ، وبينت مخططتهم ، وأهدافهم ، وكلامهم ، وطرقهم فى العمل لهدم المجتمع المسلم . 

عن سعيد بن جبير قال :

قلت لابن عباس : سورة التوبة . قال: " التوبة هى الفاضحة ما زالت تنزل : ( ومنهم ) ، ( ومنهم ) حتى ظنوا أنها لن تبقي أحداً منهم إلا ذكر فيها " (5).


المراجع

  1. أرغب بطونا : يعنى : أنهم واسعو البطون من كثرة الأكل ، وليس لهم هم إلا الأكل . ولا أكذب ألسنة ، يعنى : أنهم يتكلمون بالكذب ، ولا أجبن عند اللقاء ، أى : أنهم يخافون لقاء العدو ، ولا يثبتون بل يفرون ويهربون ، وهذة الصفات تنطبق على المنافقين تماماً لا على المؤمنين . شرح رياض الصالحين [١٠١/٢] لابن عثيمين 
  2.  الحقب : حبل يشد به الرحل فى بطن البعير مما يلى ذيله . 
  3.  وفى رواية : حديث الركب نقطع به عناء الطريق .
  4.  رواه الطبرى فى تفسيره [ ١٦٩١٢ ] ، وقال العلامة أحمد شاكر : إسناده صحيح . 
  5.  رواه البخارى [ ٤٨٨٢] .


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day