1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. كان الصحابة يعرفون لكبار السن قدرهم

كان الصحابة يعرفون لكبار السن قدرهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
111 2024/09/03 2024/12/18
المقال مترجم الى : English

ذكر ابن كثير عن طلحة بن عبيد الله قال :

خرج عمر ليلة في سواد الليل فدخل بيتاً ، فلما أصبحت ذهبت إلى ذلك البيت ، فإذا عجوز عمياء مقعدة . فقلت لها : ما بال هذا الرجل يأتيك ؟ فقالت : إنه يتعاهدنى مدة كذا وكذا ، يأتيني بما يصلحنى ، ويخرج عني الأذى (1).

ومثل هذه الصور المشرقة في معاملة كبار السن ورعاية المسنين تأتى لتبين عوار المجتمعات الغير أسلامية ، حيث تطالعنا الأخبار بين حين وآخر عما يحدث لبعض المسنين هناك .

ذكرت إحدى التقارير أن حقوق المسنين منتهكة في شتي أنحاء العالم ، وأنهم يعانون من الإهمال والفقر ، وأن أعداد كبيرة  منهم تعيش دون معاش أو دخل منتظم .

ففي تقرير بعنوان " حالة المسنين في العالم عام 2002 " وشمل 32 دولة ، أن المسنين محرمون من الرعاية الصحية والتعليم ، وأن الحكومات وصانعي القرار يتجاهلونهم فيجدون أنفسهم معزولين عن المجتمع .

وقال أحد معدي التقرير : " كأنك حين تبلغ الستين لا تعامل كإنسان " .

بل إن بعض قساة القلوب يطالبون بالتخلص من كبار السن بدعوى عدم جدواهم ! ومما يزيد المشكلة تعقيداً أن عدد المسنين في العالم في تزايد مستمر .

إحصائيات المسنين عالمياً : تشير الإحصائيات السكانية إلى أن القرن العشرين شهد زيادة  كبيرة في أعداد المسنين في معظم دول العالم ، فقد وصلت نسبة المسنين في عام 1400/ 1980م إلى 376 مليون نسمة في العالم .

وقفز العدد إلى 427 مليون نسمة في عام 1410 ه / 1990 م ، وبنسبة 8 ، 80% من سكان العالم ، ليصل إلى 590 مليون نسمة  .

إن المجتمعات الأوروبية الآن تشيخ ؛ لقلة عدد المواليد ، وكثرة الوفيات ؛ ولذلك تجد الشباب عندهم قليلاً .

هذا بخلاف مجتمعاتنا الإسلامية فتجد نسبة الشباب فيها عالية نظرة لكثرة المواليد .

إن كبار السن حينما يرون عقوق الأبناء للأباء ، وإهمال المجتمع لهم يقولون : لماذا ننجب إذا كان هذا هو جزاؤنا من أبنائنا في النهاية ؟ 

إن الكلب أوفى لنا منهم وأنفع ، فتربية الكلب أولى من تربية الابن العاق !

بضل اللله يلقى كبار السن في مجتمعاتنا - إلا القليل - الأحترام والتبجيل في ظل التعاليم الإسلامية الراقية التي تحث على إكرامهم ، وبرهم .  

إن كبير السن عندنا حينما يدخل المستشفى تجد أولاده يتناوبون على خدمتة ، وزيارتة ، بل لا يكادون يتركونه لحظة .

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day