البحث
الأدب و حسن الخلق و حقوق المسلمين - الجزء الرابع
تحت قسم :
حملة صالحون مصلحون
4258
2011/12/03
2024/11/24
جملة من الآداب العامة التي يتحلى بها المسلم في معاملاته مع المسلمين و غير المسلمين :
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: " إِنْ أَرَدْتَ حُسْنَ الْمَعِيشَةِ فَالْقَ صَدِيقَكَ وَ عَدُوَّكَ بِوَجْهِ الرِّضَا ، وَ تَوَقَّرْ مِنْ غَيْرِ كِبْرٍ ، وَ تَوَاضَعْ فِي غَيْرِ مَذَلَّةٍ ، وَ كُنْ فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ فِي أَوْسَطِهَا ، فَكِلَا طَرَفَيْ قَصْدِ الْأُمُورِ ذَمِيمٌ . وَ لَا تَنْظُرْ فِي عِطْفَيْكَ ، وَ لَا تُكْثِرِ الِالْتِفَاتَ ، وَ لَا تَقِفْ عَلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَ إِذَا جَلَسْتَ فَلَا تَسْتَوْفِزْ وَ تَحَفَّظْ مِنْ تَشْبِيكِ أَصَابِعِكَ وَ الْعَبَثِ بِلِحْيَتِكَ وَ خَاتَمِكَ وَ تَخْلِيلِ أَسْنَانِكَ وَ إِدْخَالِ أُصْبُعِكَ فِي أَنْفِكَ وَ كَثْرَةِ بُصَاقِكَ وَ تَنَخُّمِكَ ، وَ كَثْرَةِ التَّمَطِّي وَ التَّثَاؤُبِ فِي وُجُوهِ النَّاسِ وَ فِي الصَّلَاةِ وَ غَيْرِهَا ، وَ لْيَكُنْ مَجْلِسُكَ هَادِئًا وَ حَدِيثُكَ مَنْظُومًا مُرَتَّبًا . وَ أَصْغِ إِلَى الْكَلَامِ الْحَسَنِ مِمَّنْ حَدَّثَكَ مِنْ غَيْرِ إِظْهَارِ تَعَجُّبٍ مُفْرِطٍ ، وَ لَا تَسْأَلْهُ إِعَادَتَهُ . وَ اسْكُتْ عَنِ الْمَضَاحِكِ وَلَا تُحَدِّثْ عَنْ عْجَابِكَ بِوَلَدِكَ وَ لَا شِعْرِكَ وَ لَا تَصْنِيفِكَ وَ سَائِرِ مَا يَخُصُّكَ ، وَ لَا تَتَصَنَّعْ تَصَنُّعَ الْمَرْأَةِ فِي التَّزَيُّنِ ، وَ لَا تَتَبَذَّلْ تَبَذُّلَ الْعَبْدِ ، وَ لَا تُلِحَّ فِي الْحَاجَاتِ ، وَ لَا تُشَجِّعْ أَحَدًا عَلَى الظُّلْمِ ، وَ لَا تُعْلِمْ أَهْلَكَ وَ وَلَدَكَ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهِمْ مِقْدَارَ مَالِكَ ؛ فَإِنَّهُمْ إِنْ رَأَوْهُ قَلِيلًا هُنْتَ عِنْدَهُمْ ، وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا لَمْ تَبْلُغْ قَطُّ رِضَاهُمْ ، وَ خَوِّفْهُمْ مِنْ غَيْرِ عُنْفٍ ، وَ لِنْ لَهُمْ مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ ، وَ إِذَا خَاصَمْتَ فَتَوَقَّرْ وَ تَحَفَّظْ مِنْ جَهْلِكَ ، وَ تَجَنَّبْ عَجَلَتَكَ وَ تَفَكَّرْ فِي حُجَّتِكَ ، وَ لَا تُكْثِرِ الْإِشَارَةَ بِيَدِكَ ، وَ لَا تُكْثِرِ الِالْتِفَاتَ إِلَى مَنْ وَرَاءَكَ ، وَ إِذَا هَدَأَ غَيْظُكَ فَتَكَلَّمْ ، وَ لَا تَجْعَلْ مَالَكَ أَكْرَمَ مِنْ عِرْضِكَ .
وَ إِنْ دَخَلْتَ مَجْلِسًا فَالْأَدَبُ فِيهِ الْبِدَايَةُ بِالتَّسْلِيمِ وَ تَرْكُ التَّخَطِّي لِمَنْ سَبَقَ ، وَ الْجُلُوسُ حَيْثُ اتَّسَعَ وَ حَيْثُ يَكُونُ أَقْرَبَ إِلَى التَّوَاضُعِ ، وَ أَنْ تُحَيِّيَ بِالسَّلَامِ مَنْ قَرُبَ مِنْكَ عِنْدَ الْجُلُوسِ ، وَ لَا تَجْلِسْ عَلَى الطَّرِيقِ ، فَإِنْ جَلَسْتَ فَأَدَبُهُ : غَضُّ الْبَصَرِ ، وَ نُصْرَةُ الْمَظْلُومِ ، وَ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ ، وَ عَوْنُ الضَّعِيفِ ، وَ إِرْشَادُ الضَّالِّ ، وَ رَدُّ السَّلَامِ ، وَ إِعْطَاءُ السَّائِلِ ، وَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ الِارْتِيَادُ لِمَوْضِعِ الْبُصَاقِ ، وَ لَا تَبْصُقْ فِي جِهَةِ الْقِبْلَةِ ، وَإِيَّاكَ أَنْ تُمَازِحَ لَبِيبًا أَوْ غَيْرَ لَبِيبٍ ، فَإِنَّ اللَّبِيبَ يَحْقِدُ عَلَيْكَ وَ السَّفِيهَ يَجْتَرِئُ عَلَيْكَ. وَ مَنْ بُلِيَ فِي مَجْلِسٍ بِمِزَاحٍ أَوْ لَغَطٍ فَلْيَذْكُرِ اللَّهَ عَنْ قِيَامِهِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَ بِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَ أَتُوبُ إِلَيْكَ إِلَّا غُفِرَ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ » .
و الحمد لله رب العالمين .