البحث
المرء على دين خليله - الجزء الأول
المرء على دين خليله
قل لي : من صاحبك ؟ ، أقل لك : من أنت !
إنّ الحمد لله، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدًا عبده و رسوله .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران 102 ، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء 1 ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗوَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) الأحزاب 70 - 71 .
أما بعد ، فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله ، و أحسن الهدي هدي محمد ، و شر الأمور محدثاتها ، و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار .
أخي المسلم ، أختي المسلمة : نبدأ بإذن الله تعالى أول خطوة في طريق الخير ، و هو طريق الأنبياء و طريق العلماء و طريق الدعاة إلى الله تعالى ، و هو صالحون مصلحون ، و هذا الطريق يحتاج إلى صحبة صالحة تكن عونًا على صعابه ، و لذلك قال تعالى : ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف 67 .
فنحن نحتاج إلى وقفة مع النفس و إعادة الحسابات فيمن نصاحب و نصادق ، و من هنا يبدأ التغيير ، هل صاحبك يعينك على الخير أم يعينك على الشر ؟ ، هل يعينك أن تكون صالحًا مصلحًا أم فاسدًا مفسدًا ؟! .
و صحبة الصالحين ينتفع بها حتى البهائم - كما حصل للكلب الذي كان مع أصحاب الكهف فقد شملته بركتهم فأصابه ما أصابهم من النوم على تلك الحال العجيبة و صار له ذكر و خبر و شأن - .
أما صحبة الأشرار فإنها الخسارة كل الخسارة و الندم كل الندم ، فهم يشجعون على فعل المعاصي و المنكرات و يرغبون فيها ، و يفتحون لمن جالسهم و خالطهم أبواب الشرور ، و يسهلون له سبل المعاصي .
فقرين السوء إن لم تشاركه في إساءته ، أخذت بنصيب وافر من الرضا بما يصنع ؛ و السكوت على شره فهو كنافخ الكير على الفحم الملوث ، و أنت جليسه القريب منه يحرق بدنك و ثيابك و يملأ أنفك بالروائح الكريهة .
و في مجالس الشر تقع الغيبة و النميمة و الكذب و الشتم و الكلام الفاحش ، و يقع اللهو و اللعب وممالأة الفساق على الخوض في الباطل ، فهي ضارة من جميع الوجوه لمن صاحبهم ، و شرٌ على من خالطهم ؛ فكم هلك بسببهم أقوام ، و كم قادوا أصحابهم إلى المهالك من حيث يشعرون و من حيث لا يشعرون .
ورد أن عقبة بن أبي معيط كان يجلس مع النبي صلى الله عليه و سلم بمكة و لا يؤذيه ، و كان بقية قريش إذا جلسوا معه يؤذونه عليه الصلاة و السلام ؛ و كان لابن أبي معيط خليل كافر غائب في الشام ، فظنت قريش أن ابن أبي معيط قد أسلم ، فلما قدم خليله من الشام و بلغه ذلك غضب عليه غضبًا شديدًا وأبى أن يكلمه حتى يؤذي النبي صلى الله عليه و سلم ، فنفذ ما طلب منه خليله الكافر و آذى النبي صلى الله عليه و سلم ، فكانت عاقبته أن قتل يوم بدر كافرًا ، و أنزل الله فيه قوله تعالى : ( وَ يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً َقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً ) الفرقان 29 .
و هي عامة في كل من صاحب الظلمة فأضلوه عن سبيل الله ، فإنِّه سيندم يوم القيامة على مصاحبتهم ، و على الإعراض عن طريق الهدى الذي جاء به الرسول صلى الله عليه و سلم .
روى البخاري و مسلم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة ، جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و عنده عبد الله بن أبي أمية و أبو جهل ، فقال له : يا عم ، قل : " لا إله إلا الله " كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ ، فأعادا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعاد ، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب ، و أبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : لأستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك ، فأنزل الله عز وجل : ( مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى ) التوبة 113 .
و أنزل الله في أبي طالب: ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص 56 .
ففي هذه الواقعة التحذير الشديد من مصاحبة الأشرار و جلساء السوء ، و في يوم القيامة يقول القرين لقرينه من هذا الصنف : ( يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ) الزخرف 38 .
ألا فانتبهوا يا عباد الله لأنفسكم و جالسوا أهل البر و التقوى ، و خالطوا أهل الصلاح والاستقامة ، و ابتعدوا و أبعدوا أولادكم عن مخالطة الأشرار و مصاحبة الفجار ، خصوصًا في هذا الزمن الذي قل فيه الصالحون و تلاطمت فيه أمواج الفتن ، فإنَّ الخطر عظيم ، و المتمسك بدينه غريب بين الناس ! ، فطوبى للغرباء .
ذكر ابن كثير و القرطبي في تفسير قوله تعالى : ( الإخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) :
إنَّ خَلِيلَانِ مُؤْمِنَانِ وَ خَلِيلَانِ كَافِرَانِ ، فَمَاتَ أَحَدُ الْمُؤْمِنَيْنِ فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا كَانَ يَأْمُرُنِي بِطَاعَتِكَ وَ طَاعَةِ رَسُولِكَ ، وَ يَأْمُرُنِي بِالْخَيْرِ وَ يَنْهَانِي عَنِ الشَّرِّ ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي مُلَاقِيكَ، يَا رَبِّ فَلَا تُضِلَّهُ بَعْدِي وَاهْدِهِ كَمَا هَدَيْتَنِي وَأَكْرِمْهُ كَمَا أَكْرَمْتَنِي، فَإِذَا مَاتَ خَلِيلُهُ الْمُؤْمِنُ جَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَيَقُولُ: لِيُثْنِ أَحَدُكُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، فَيَقُولُ: نِعْمَ الْأَخُ، وَنِعْمَ الْخَلِيلُ، وَنِعْمَ الصَّاحِبُ، قَالَ: وَيَمُوتُ أَحَدُ الْكَافِرَيْنِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنَّ فُلَانًا كَانَ يَنْهَانِي عَنْ طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ، وَيَأْمُرُنِي بِالشَّرِّ وَيَنْهَانِي عَنِ الْخَيْرِ، وَيُخْبِرُنِي أَنِّي غَيْرُ مُلَاقِيكَ، فَيَقُولُ بِئْسَ الْأَخُ، وَ بِئْسَ الْخَلِيلُ، وَ بِئْسَ الصَّاحِبُ .
و قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ننظر و نراجع فيمن نصاحب ونصادق ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ » . رَوَاهُ أَحْمَدُ وَ التِّرْمِذِيُّ وَ أَبُو دَاوُدَ وصححه الألباني
قَالَ الإمام الخطابي : قَوْلُهُ : « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ » ، مَعْنَاهُ لَا تُخَالِلْ إِلَّا مَنْ رَضِيتَ دِينَهُ وَ أَمَانَتَهُ ، فَإِنَّكَ إِذَا خَالَلْتَهُ قَادَكَ إِلَى دِينِهِ وَ مَذْهَبِهِ ، وَلَا تُغَرِّرْ بِدِينِكَ، وَلَا تُخَاطِرْ بِنَفْسِكَ، فَتُخَالِلْ مَنْ لَيْسَ مَرْضِيًّا فِي دِينِهِ وَمَذْهَبِهِ ؛ قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: وَ قَدْ رُوِيَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، انْظُرُوا إِلَى فِرْعَوْنَ مَعَهُ هَامَانُ ، انْظُرُوا إِلَى الْحَجَّاجِ مَعَهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ شَرٌّ مِنْهُ ، انْظُرُوا إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ صَحِبَهُ رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ فَقَوَّمَهُ وَسَدَّدَهُ ، وَ يُقَالُ: إِنَّ الْخَلَّةَ مَأْخُوذَةٌ مِنْ تَخَلُّلِ الْمَوَدَّةِ الْقَلْبَ وَ تَمَكُّنِهَا مِنْهُ : وَ هِيَ أَعْلَى دَرَجِ الْإِخَاءِ ، وَ ذَلِكَ أَنَّ النَّاسَ فِي الْأَصْلِ أَجَانِبُ فَإِذَا تَعَارَفُوا ائْتَلَفُوا فَهُمْ أَوِدَّاءُ وَإِذَا تَشَاكَلُوا فَهُمْ أَحِبَّاءُ فَإِذَا تَأَكَّدَتِ الْمَحَبَّةُ صَارَتْ خَلَّةً .
و قال الماوردي في آداب الدنيا و الدين ، قالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : « الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ » . فَإِذَا كَاثَرَهُمْ الْمُجَالِسَ ، وَ طَاوَلَهُمْ الْمُؤَانِسَ ، أَحَبَّ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ فِي أَفْعَالِهِمْ ، وَيَتَأَسَّى بِهِمْ فِي أَعْمَالِهِمْ ، وَ لَا يَرْضَى لِنَفْسِهِ أَنْ يُقَصِّرَ عَنْهُمْ ، وَ لَا أَنْ يَكُونَ فِي الْخَيْرِ دُونَهُمْ ، فَتَبْعَثُهُ الْمُنَافَسَةُ عَلَى مُسَاوَاتِهِمْ ، وَ رُبَمَا دَعَتْهُ الْحَمِيَّةُ إلَى الزِّيَادَةِ عَلَيْهِمْ وَ الْمُكَاثَرَةِ لَهُمْ فَيَصِيرُوا سَبَبًا لِسَعَادَتِهِ ، وَ بَاعِثًا عَلَى اسْتِزَادَتِهِ .
وَالْعَرَبُ تَقُولُ : " لَوْلَا الْوِئَامُ لَهَلَكَ الْأَنَامُ " ، أَيْ : لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَيَقْتَدِي بِهِمْ فِي الْخَيْرِ لَهَلَكُوا ؛ وَلِذَلِكَ قَالَ بَعْضُ الْبُلَغَاءِ : " مِنْ خَيْرِ الِاخْتِيَارِ صُحْبَةُ الْأَخْيَارِ ، وَ مِنْ شَرِّ الِاخْتِيَارِ مَوَدَّةُ الْأَشْرَارِ " .
وَ هَذَا صَحِيحٌ ؛ لِأَنَّ لِلْمُصَاحَبَةِ تَأْثِيرًا فِي اكْتِسَابِ الْأَخْلَاقِ ، فَتَصْلُحُ أَخْلَاقُ الْمَرْءِ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ الصَّلَاحِ ، وَ تَفْسُدُ بِمُصَاحَبَةِ أَهْلِ الْفَسَادِ . وَ لِذَلِكَ قَالَ الشَّاعِرُ :
ر أَيْت صَلَاحَ الْمَرْءِ يُصْلِحُ أَهْلَهُ ... وَ يُعْدِيهِمْ عِنْدَ الْفَسَادِ إذَا فَسَدْ
يُعَظَّمُ فِي الدُّنْيَا بِفَضْلِ صَلَاحِهِ ... وَ يُحْفَظُ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الْأَهْلِ وَ الْوَلَدْ
و قال أبو بَكْرٍ الْخُوَارِزْمِيِّ :
لَا تَصْحَبْ الْكَسْلَانَ فِي حَالَاتِهِ ... كَمْ صَالِحٍ بِفَسَادِ آخَرَ يَفْسُدُ
عَدْوَى الْبَلِيدِ إلَى الْجَلِيدِ سَرِيعَةٌ ... وَ الْجَمْرُ يُوضَعُ فِي الرُّمَاد فَيَخْمُدُ
« المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل » ، أي : أنه يجذبه خليله إلى دينه و مذهبه ، و لقوة هذا المعنى و تأثيره في النفوس ، شاع على الألسنة قول الشاعر :
عن المرء لا تسأل و سلْ عن قرينه ... فكل قرين بالمقارن يقتدي
و ليس إعداء الجليس بجليسه في خلقه بمقاله و فعاله فقط ، بل بالنظر إليه ، فالنظر في الصورة يؤثر في النفوس أخلاقًا مناسبة لخلق المنظور إليه ، فإن من دامت رؤيته لمسرور سر أو لمحزون حزن ، و ليس ذلك في الإنسان فقط بل في الحيوانات و النبات .
فإن الجمل الصعب قد يصير ذلولًا بمقارنة الذلل ، و الذلول قد ينقلب صعبًا بمقارنة الصعاب ، و الريحانة الغضة قد تذبل بمقارنة الذابلة ، و لهذا يلتقط أصحاب الفلاحة الرمم عن الزرع لئلَّا تفسدها ، و معلوم أن الماء و الهواء يفسدان بمجاورة الجيفة إذا قربت منهما ، و ذلك مما لا ينكره ذو تجربة ، فإذا كانت هذه الأشياء قد بلغت في قبول التأثير هذا المبلغ ، فما الظن بالنفوس البشرية التي موضوعها على قبول صور الأشياء خيرها و شرها ؟ ، فقد قيل : إنما سمي الإنس إنسًا ، لأنه يأنس بما يراه إن خيرًا و إن شرًّا .
قال الغزالي رحمه الله في الإحياء : " عْلَمْ أَنَّهُ لَا يَصْلُحُ لِلصُّحْبَةِ كُلُّ إِنْسَانٍ " .
وَ لَا بُدَّ أَنْ يَتَمَيَّزَ بِخِصَالٍ وَ صِفَاتٍ يَرْغَبُ بِسَبَبِهَا فِي صُحْبَتِهِ ، و تشترط تلك الخصال بحسب الفوائد المطلوبة من الصحبة ، إذ معنى الشرط مالا بد منه للوصول إلى المقصود ، فبالإضافة إلى المقصود تظهر الشروط .
فانظر أخي المسلم إلى هذا الكلام النفيس ، و اسأل نفسك عن صاحبك ، هل يعينك على طاعة الله أم يعينك على معصية الله ؟
فهل أطعت النبي صلى الله عليه و سلم و نظرت من تصاحب ومن تصادق ، و لا تقل : أنا أعرف فلان منذ سنوات طويلة فكيف أقطع علاقتي به ؟ ، نقول لك :قد تعرف إنسان منذ أيام قليلة لكن يعينك على عمل الخير ، و قد تعرف إنسان منذ سنوات لكنّه يعينك على عمل الشر ، و احذر من صاحب السوء ، فإنَّ الصاحب ساحب و الطباع سراقة .