1. المقالات
  2. حملة صالحون مصلحون
  3. تربية الولد - منهج التربية الإسلامي

تربية الولد - منهج التربية الإسلامي

4676 2011/12/14 2024/12/22
المقال مترجم الى : English Español

 

و الآن نبدأ في منهج التربية الإسلامي .

 

بدايةً نطرح قضية من القضايا المنتشرة في المجتمعات الشرقية المسلمة ، و هي قضية تفضيل الذكور عن الإناث .

 

الحقيقة هذه مسألة يعاني منها الكثير من الناس ، و قد كانت موجودة في الجاهلية ، قال تعالى : ( وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ  يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) النحل 58-59 .

 

و كانوا يدفنون البنات و هم أحياء خوفًا من أنْ يجلبن عليهم العار ، و قد توعدهم الله تعالى فقال : ( وَ إِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) التكوير 8-9 .

 

و السخط من إنجاب النساء من أخلاق الجاهلية المذمومة ، و كانوا في الجاهلية يهنون بعضهم بموت البنات ، و ماتت بنت لرجل من العرب فذهبوا إليه للعزاء ، فقال : و لما تعزونني ؟! ، إنَّ في موتها ثلاث فوائد ، قالوا : و ما هي ؟ ، قال : عورة سترها الله و مئونة كفاني إياها الله ، و هم أزاحه عني الله .

 

أمَّا الإسلام فقد جاء يرغب في الإناث ويجعل فيهن كل الخير و البركة ، ففيهنَّ الجنة و النجاة من النار ، لكن بشرط أنْ يحسن الإنسان تربيتهنَّ .

 

وَ فِي صَحِيح مُسلم من حَدِيث أنس بن مَالك قَالَ : قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم : « من عَال جاريتين حَتَّى تبلغا جَاءَ يَوْم الْقِيَامَة أَنا وَ هُوَ هَكَذَا وَ ضم إصبعيه «.

 

وفي مسند أحمد من حديث عَائِشَة قَالَت : جَاءَت امْرَأَة وَ مَعَهَا ابنتان لَهَا تَسْأَلنِي فَلم تَجِد عِنْدِي شَيْئا غير تَمْرَة وَاحِدَة ، فأعطيتها إِيَّاهَا ، فأخذتها فشقتها بَين ابنتيها وَ لم تَأْكُل مِنْهَا شَيْئا ، ثمَّ قَامَت فَخرجت هِيَ و ابنتاها ، فَدخل رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على تفيئة ذَلِك ، فَحَدَّثته حَدِيثهَا ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَ سلم : « من ابْتُلِيَ من هَذِه الْبَنَات بِشَيْء فَأحْسن إلَيْهِنَّ كن لَهُ سترا من النَّار » .

 

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : « لَا يَكُونُ لِأَحَدٍ ثَلَاثُ بَنَاتٍ ، أَوْ ثَلَاثُ أَخَوَاتٍفَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ » .صحيح الأدب المفرد

 

و أيضًاعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَهُمْ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : " مَنْ كَانَ لَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ ، يُؤْوِيهِنَّ و يكفيهن و يرحمهن ، فقد وجبتلَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ ". فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَعْضِ الْقَوْمِ : وَ ثِنْتَيْنِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " وَ ثِنْتَيْنِ ".صحيح أدب المفرد

 

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : « مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُدْرِكُهُ ابْنَتَانِ ، فَيُحْسِنُ صُحْبَتَهُمَا ، إِلَّا أَدْخَلَتَاهُ الْجَنَّةَ » .

 

و بعض الناس إذا أنجبت له زوجته الإناث هجرها وبحث عن غيرها ، لكن العلم الحديث جاء ليثبت أنَّ الرجل هو المسئول جينيًا عن نوع الجنين ، لكن كل هذا بقدر الله و بأمر الله ، و ليس لأحد فيه دخل ، قال تعالى : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَأَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا و َإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ) الشورى 49-50 .

 

فهذه هبة من عند الله ، و هناك من حرم من الإنجاب فيتمنى أي شيء ، ذكر أو أنثى ، و ينفق الآلاف منالجنيهات ليحصل على طفل ، و كله بأمر الله و بقدر الله .

 

و الله يقول : ( وَ عَسَى أَنْ تَكْرَهُواشَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لَا تَعْلَمُون ) البقرة 216 .

 

 

 

أولًا - العلاقة بين الوالد و الولد :

 

إنَّ علاقة الابن بالأب من أهم العلاقات التي اهتم بها الإسلام .

و منزله الوالدين من الأمور التي لا يقدحها أي شيء مهما كان ، حتى الشرك بالله لا يقدح في عقوق الوالدين ، قال تعالى : ( وَ إِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَ صَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ) لقمان 15 .

 

و حب الآباء للأبناء حب فطرة ، مجبول عليه الأب ، لذلك فلا نرى القران أو السنة يوصيان الآباء بالأبناء ، لأن الأب لا يحتاج إلى من يوصيه على ولده ، و لم تأتِ الوصية إلا في مسالة الميراث ، فقال تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ ) النساء 11 .

 

و لكنَّ الله لم يوصِ الأب ببر أبنائه أو العطف عليهم ، لأنه مجبول على حب أبنائه و العطف عليهم ، و لننظر إلى يعقوب و يوسف عليهما السلام ، قال تعالى : ( وَ تَوَلَّى عَنْهُمْ وَ قَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَ ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ (84) قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ (85) قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) ) يوسف .

 

يعقوب عليه السلام من كثره حزنه و بكاءه على يوسف أصيب في بصره ؛ لكن ما موقف يوسف ؟ ، لم نعلم أنّه أصابه شيء من فراقه لأبيه أو من حزنه على فراق أبيه ، أمّا يعقوب عليه السلام الأب المكلوم في فقد ابنه ، فكان لا يترك البكاء على يوسف شوقًا إليه وخوفًا عليه حتى أُصيبت عينه ، و من شدة حبه لولده كان يعرف رائحة ثيابه .!

 

( اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93) وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94) قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95) ) يوسف .

 

 

فاعلم أخي المسلم أنَّ ولدك لن يكون بارًا بك و أنت  كبير ، إلا إنْ أحسنتَ تربيته ، و علمته طاعة ربه و احترام دينه .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day